تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَٱلَّذِينَ يُتَوَفَّوۡنَ مِنكُمۡ وَيَذَرُونَ أَزۡوَٰجٗا يَتَرَبَّصۡنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرۡبَعَةَ أَشۡهُرٖ وَعَشۡرٗاۖ فَإِذَا بَلَغۡنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ فِيمَا فَعَلۡنَ فِيٓ أَنفُسِهِنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ} (234)

{ والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربص بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا } وفي العشر ينفخ في الولد الروح ، فنسخت هذه الآية الآية التي بعدها في التأليف { والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج } [ البقرة : 240 ] وهي قبل هذه في التنزيل ، ووضعت في هذا الموضع ، قال الحسن : وكان جبريل ، عليه السلام ، يأتي النبي عليه السلام فيقول : " يا محمد ، إن الله يأمرك أن تضع آية كذا بين ظهراني آية كذا وكذا ، من السورة " .

يحيى : عن يزيد بن إبراهيم ، عن محمد بن سيرين ، عن مالك بن عمرو ، عن عبد الله بن مسعود ، أنه قال : نسخ من هذه الآية الحامل المتوفى عنها زوجها ، فقال في سورة النساء القصرى{[154]} : { وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن } [ الطلاق :4 ] .

{ فإذا بلغن أجلهن } أي انقضت العدة { فلا جناح عليكم } أي فلا إثم عليكم { فيما فعلن في أنفسهن بالمعروف } قال مجاهد : يريد النكاح الحلال .


[154]:يعني: سورة الطلاق.