المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمُ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثۡبِيتٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ كَمَثَلِ جَنَّةِۭ بِرَبۡوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٞ فَـَٔاتَتۡ أُكُلَهَا ضِعۡفَيۡنِ فَإِن لَّمۡ يُصِبۡهَا وَابِلٞ فَطَلّٞۗ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٌ} (265)

تفسير الألفاظ :

{ ابتغاء مرضاة الله } أي طلبا لرضاء الله . { وتثبيتا من أنفسهم } أي وتثبيتا لبعض أنفسهم على الإيمان فإن المال شقيق الروح فمن بذل ماله ثبت بعض نفسه ومن بذل ماله وروحه ثبتها كلها . { كمثل جنة بربوة } أي كمثل بستان بمكان مرتفع . { وابل } مطر غزير . { أكله } الأكل والأكل ما يؤكل . { فطل } الطل المطر الصغير القطر .

تفسير المعاني :

قوله تعالى : { الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله } نزلت في عثمان رضي الله عنه فإنه جهز جيش العسرة بألف بعير بأقتابها وأحلاسها ، وفي عبد الرحمن بن عوف لدفعه أربعة آلاف درهم فيها . والذين ينفقون أموالهم رجاء الحصول على رضاء الله وتثبيتا لبعض أنفسهم على الإيمان مثلهم كمثل روضة في مكان مرتفع نزل عليها مطر غزير فآتت ثمراتها ضعفين ، فإن لم يصبها مطر غزير كفاها المطر الضعيف لجودة معدنها والله بصير بما تعملون .