المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{يَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَيۡرٖ مُّحۡضَرٗا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوٓءٖ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَيۡنَهَا وَبَيۡنَهُۥٓ أَمَدَۢا بَعِيدٗاۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ} (30)

تفسير الألفاظ :

{ محضرا } أي حاضرا . { تود } أي تحب . { أمدا } الأمد مدة لها حد مجهول إذا أطلق . وقد ينحصر فيقال أمد كذا كما يقال زمان كذا ؛ ولذلك قال بعضهم : المدى والأمد متقاربان في المعنى . { ويحذركم الله نفسه } تهديد شديد مشعر بأن المنهي عنه متناه في القبح ، وذكر النفس ليعلم أن المحذر منه عذاب يصدر منه تعالى فلا يجوز أن يلتفت معه لما يخشى من عدم تولي الكفرة . { رءوف } أي رحيم أشد الرحمة .

تفسير المعاني :

{ يوم تجد } متعلق بما قبله أي تتمنى كل نفس يوم تجد صحائف أعمالها حاضرة لو أن بينها وبين ذلك اليوم زمانا بعيدا . والله يخوفكم نفسه فإنه يجب أن يخاف ويخشى وإن كان رؤوفا بعباده فإن من الرأفة أن يعاقبكم على الشر تطهيرا لكم من دنسه .