المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَيۡتَةُ وَٱلدَّمُ وَلَحۡمُ ٱلۡخِنزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيۡرِ ٱللَّهِ بِهِۦ وَٱلۡمُنۡخَنِقَةُ وَٱلۡمَوۡقُوذَةُ وَٱلۡمُتَرَدِّيَةُ وَٱلنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ ٱلسَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيۡتُمۡ وَمَا ذُبِحَ عَلَى ٱلنُّصُبِ وَأَن تَسۡتَقۡسِمُواْ بِٱلۡأَزۡلَٰمِۚ ذَٰلِكُمۡ فِسۡقٌۗ ٱلۡيَوۡمَ يَئِسَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمۡ فَلَا تَخۡشَوۡهُمۡ وَٱخۡشَوۡنِۚ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ فَمَنِ ٱضۡطُرَّ فِي مَخۡمَصَةٍ غَيۡرَ مُتَجَانِفٖ لِّإِثۡمٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (3)

تفسير الألفاظ :

{ وما أهل لغير الله به } أي وما رفع به الصوت لغير الله عند ذبحه . { والموقوذة } التي ضربت حتى ماتت . { والمتردية } أي التي سقطت ، يقال تردي يتردى ترديا ، أي سقط وهوى . { إلا ما ذكيتم } أي إلا ما أدركتم ذكاته بالذبح وقيه رمق . والذكاة شرعا قطع الحلقوم والمرئ بمحدد . { النصب } واحد الأنصاب ، وهي أحجار كانت منصوبة حول البيت يذبحون عليها . { وأن تستقسموا بالأزلام } والاستقسام طلب معرفة ما قسم للشخص . والأزلام جمع زلم وهو سهم لا ريش عليه . كان من عادة العرب إذا قصدوا أن يفعلوا شيئا أن يأتوا بثلاثة سهام مكتوب على أحدها أمرني ربى وعلى الثاني نهاني ربي ويتركون الثالث غفلا بلا كتابة فإذا خرج أحد الأولين فعل أو ترك ، وإذا خرج الثالث أجال السهام حتى يخرج له شيء . { اضطر } أجبر . { في مخمصة } أي مجاعة . { غير متجانف لإثم } غير مائل له ومنحرف إليه . والجنف الميل في الحكم .

تفسير المعاني :

اليوم يئس الذين كفروا من إبطال دينكم ورجوعكم عنه فلا تخافوهم وخافوني . اليوم أكملت لكم دينكم بالتنصيص على قواعد العقائد ، وأتممت عليكم نعمتي بالهداية والتوفيق أو بفتح مكة ، ورضيت لكم الإسلام دينا ، فمن اضطر إلى تناول شيء من المحرمات في مجاعة غير مائل لارتكاب إثم بتعاطيها فإن الله غفور رحيم .