المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ وَمَآ أَعۡلَنتُمۡۚ وَمَن يَفۡعَلۡهُ مِنكُمۡ فَقَدۡ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الممتحنة مدنية وآياتها ثلاث عشرة .

تفسير الألفاظ :

{ أولياء } أي نصراء . { تلقون إليهم بالمودة } أي تفضون إليهم المودة بالمكاتبة ؛ لأن المسلمين كانوا بالمدينة والكفار المذكورين كانوا بمكة . { يخرجون الرسول وإياكم } أي من مكة . { أن تؤمنوا } أي لأن تؤمنوا . { وابتغاء مرضاتي } أي طلبا لمرضاتي . { تسرون إليهم بالمودة } أي تخفون لهم المودة ، من أسر الشيء أي أخفاه . { سواء السبيل } أي وسط السبيل .

تفسير المعاني :

يا أيها المؤمنون احذروا أن تتخذوا أعدائي وأعداءكم نصراء ومحبين تفضون إليهم بالمودة بالمكاتبات المتبادلة بينكم ، وقد كفروا بما أوحاه الله إليكم من الحق ، يخرجون الرسول وإياكم من مكة ، من أجل أنكم تؤمنون بالله ربكم ، فاحذروا ذلك إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وطلبا لرضائي ، فأنتم تخفون المودة إليهم وأنا أعلم بما أخفيتم وما أظهرتم ، ومن يفعل ما أنهاه عنه بعد اليوم فقد ضل الطريق الوسط .