معاني القرآن للفراء - الفراء  
{أَلَآ إِنَّهُمۡ يَثۡنُونَ صُدُورَهُمۡ لِيَسۡتَخۡفُواْ مِنۡهُۚ أَلَا حِينَ يَسۡتَغۡشُونَ ثِيَابَهُمۡ يَعۡلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعۡلِنُونَۚ إِنَّهُۥ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (5)

وقوله : { أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ }

نزلت في بعض مَن كان يَلْقَى النبي صلى الله عليه وسلم بما يُحبُّ ، وينطوي له على العداوة والبغض . فذلك الثَنْي هو الإخفاء . وقال الله تبارك وتعالى { أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ الله } ما يُخْفُون من عداوة محمَّد صَلَّى الله عليه وسلم .

( حدّثنا محمد قال ) حدّثنا الفرّاء قال : وحدَّثني الثقة عبد الله بن المبارك عن ابن جُرَيج رجل أظنّه عطاء عن ابن عبَّاس أَنه قرأ ( تَثْنَونى صُدُورُهُمْ ) وهو في العربيَّة بمنزلة تَنْثَنى كما قال عنترة :

وقولكَ للشيء الذي لا تناله *** إذا ما هو احلولى أَلا ليت ذاليا

وهو من الفعل : افعوعلت .