وقوله سبحانه : { أَلاَ إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ } [ هود : 5 ] .
قيل : إِن هذه الآية نزلَتْ في الكفَّار الذين كانوا إِذا لقيهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم تَطَامَنُوا وَثَنَوْا صُدُورهم ؛ كالمتستِّر ، ورَدُّوا إِليه ظهورَهُم ، وغَشُوا وجوهَهُمْ بثيابهم ، تباعداً منهم ، وكراهيةً للقائه ، وهم يَظُنُّون أنَّ ذلك يخفَى عليه ، أوْ عن اللَّه عزَّ وجلَّ ، وقيل : هي استعارة للْغِلِّ والحِقْدِ الذي كانوا يَنْطَوُونَ عليه ، فمعنى الآية : أَلاَ إِنهم يُسِرُّون العداوةَ ، ويَتَكَتَّمون بها ، لِتَخْفى في ظَنِّهِم عن اللَّه وهو سبحانه حينَ تغشِّيهم بثيابهم ، وبلاغِهِم في التستُّر ، يعلَمُ ما يُسرُّون ، و{ يَسْتَغْشُونَ } معناه يجعلونها أغشيةً وأغطيةً .
قال ( ص ) : قرأ الجمهور : «يَثْنُونَ » بفتح الياء مضارع ثَنَى الشَّيْءَ ثَنْياً طَوَاهُ . انتهى ، وقرأ ابن عبَّاس وجماعة : «تَثْنَوْنِي صُدُورُهُمْ » بالرفْعِ ؛ على وزن «تَفْعَوْعِلُ » ، وهي تحتملُ المعنيين المتقدِّمين ، وحكى الطبريُّ عن ابن عبَّاس على هذه القراءة . أنَّ هذه الآية نزَلَتْ في قومٍ كانوا لا يأتون النساءَ والحَدَثَ إِلاَّ ويستَغْشُونَ ثيابهم ؛ كراهيةَ أنْ يُفْضُوا بفروجهم إِلى السماء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.