النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ لِّكَيۡلَا تَحۡزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (153)

قوله تعالى : { إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ } والفرق بين الإِصعاد والصعود أن الإِصعاد في مستوى الأرض ، والصعود في ارتفاع ، وهذا قول الفراء ، وأبي العباس ، والزجاج ، وروي عن ابن عباس أنهم صعدوا في جبل أُحُد فراراً .

{ وَالرَّسُوْلُ يَدْعُوكُم فِي أُخْرَاكُم } قيل إنه كان يقول : " يَا عِبَادَ اللهِ ارْجِعُوا " ذكر ذلك عن ابن عباس ، والسدي ، والربيع .

{ فَأَثَابَكُم غَماً بِغَمٍّ } فيه قولان :

أحدهما : غماً على غم .

والثاني : غمّاً مع غم .

وفي الغم الأول والثاني تأويلان :

أحدهما : أن الغم الأول القتل والجراح ، والغم الثاني الإرجاف بقتل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا قول قتادة ، والربيع .

والثاني : غماً يوم أحد بغم يوم بدر ، وهو قول الحسن .

{ لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم } قال ابن زيد : ما فاتكم من الغنيمة ، ولا ما أصابكم من الهزيمة .