معاني القرآن للفراء - الفراء  
{إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا} (31)

وقوله : { وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيما }

ومَدخلا ، وكذلك : { أَدْخلني مَُدْخَل صدق وأخرجني مَُخْرَج صدق } وإدخال صدق . ومن قال : مَدخلا ومَخرجا ومَنزلا فكأنه بناه على : أدخلني دخول صدق وأخرجني خروج صدق . وقد يكون إذا كان مفتوحا أن يراد به المنزل بعينه ؛ كما قال : { ربّ أنزلني مَنزِلا مباركا } ولو فتحت الميم كانت كالدار والبيت . وربما فتحت العرب الميم منه ، ولا يقال في الفعل منه إلأ أفعلت . من ذلك قوله :

*** بمَصْبح الحمد وحيث يُمسى ***

وقال الآخر :

الحمد لله ممسانا ومَُصْبَحنا *** بالخير صبّحنا ربي ومسَّانا

وأنشدني المفضَّل .

وأعددت للحرب وثّابة *** جواد المحثّة والمَرْود

فهذا مما لا يبنى على فعلت ، وإنما يبنى على أرودت . فلما ظهرت الواو في المُرود ظهرت في المَرود كما قالوا : مَصْبح وبناؤه أصبحت لا غير .