الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا} (134)

قوله تعالى : { مَّن كَانَ يُرِيدُ } : " مَنْ " يجوز فيها وجهان ، أظهرهما : أنها شرطية ، وجوابُها قولُه : { فَعِندَ اللَّهِ } ولا بد من ضمير مقدر في هذا الجواب يعودُ على اسم الشرط لِما تقرر قبل ذلك ، والتقدير : فعند الله ثوابُ الدنيا والآخرةِ له إنْ أراده ، وهذا تقدير الزمخشري . قال : " حتى يتعلَّق الجزاءُ بالشرط " وجَوَّز الشيخ - وجعله الظاهرَ- أنَّ الجواب محذوف تقديره : من كان يريد ثواب الدنيا فلا يَقْتصر عليه ، وليطلبِ الثوابين ، فعند الله ثوابُ الدارين . والثاني : أنها موصلةٌ ودخلت الفاءُ في الخبر تشبيهاً له باسم الشرط ، ويُبْعِده مُضِيُّ الفعلِ بعدَه [ والعائدُ محذوفٌ كما تقرَّر تمثيلُه ] .