محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا} (134)

( من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا134 ) .

( من كان يريد ثواب الدنيا ) كالمجاهد يجاهد للغنيمة ( فعند الله ثواب الدنيا والآخرة ) أي : فماله يطلب أخسهما . فليطلبهما ، أو الاشرف منهما . كما قال تعالى : ( فمن الناس من يقول ربنا آتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق * ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب ) {[2359]} . وقال تعالى : ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه . . . ) الآية{[2360]} . وقال تعالى : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد . . . ) الآية{[2361]} . قال بعضهم : عني بالآية مشركو العرب . فانهم كانوا يقرون بالله تعالى خالقهم ، ولا يقرون بالبعث يوم القيامة . وكانوا يتقربون إلى الله تعالى ليعطيهم من خير الدنيا ويصرف عنهم شرها ( وكان الله سميعا بصيرا ) فلا يخفى عليه خافية . ويجازي كلا بحسب قصده .


[2359]:|2/ البقرة/ 200 -202| (... فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا).
[2360]:|42/ الشورى/ 20| ونصها: (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب20).
[2361]:|17/ الاسراء/ 18| ونصها: (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا18).