الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ ثَوَابُ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعَۢا بَصِيرٗا} (134)

{ مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } .

يقول : من كان يريد بعمله الذي فرضه الله [ بقدرته ] عرضاً من الدنيا ولايريد به الله أثابه الله عليه ما أحب الله من عرض الدنيا أو دفع عنه فيها ما أحب الله ، وليس له في الآخرة من ثواب لأنه عمل لغير الله ، ومن أراد بعمله الذي افترضه الله عز وجل عليه في الدنيا ثواب الآخرة أثابه الله عليه من عرض الدنيا ما أحب الله ودفع عنه ما أحب الله وجزاه في الآخرة الجنة بعمله .

وروى سليمان بن عمرو عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " نيّة المؤمن خير من عمله ، وعمل المنافق خير من نيته ، وكل يعمل على نيته ، وليس من مؤمن يعمل عملاً إلاّ صار في قلبه صورتان " .

فإن كانت الأولى لله فلا يهده الآخرة