أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

شرح الكلمات

{ احصروا } : حبسوا ومنعوا من التصرف لأنهم هاجروا من بلادهم .

{ ضربا في الأرض } : أي سيراً فيها لطلب الرزق بالتجارة وغيرها لحصار العدو لهم .

{ بسيماهم } : علامات حاجتهم من رثاثة الثياب وصفرة الوجه .

{ من التعفف } : ترك سؤال الناس ، والكف عنه .

{ إلحافا } : إلحاحا وهو ملازمة السائل من يسأله حتى يعطيه .

المعنى :

أما الآية الثانية وهي : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله . . . } فقد بين تعالى من ديارهم وأموالهم وأحصروا في المال المدينة بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستطيعون ضرباً في الأرض للتجارة ولا للعمل ، ووصفه تعالى بصفات يعرفهم بها رسوله والمؤمنون ولولا تلك الصفات لحسبهم لعفتهم وشرف نفوسهم الجاهلُ بهم أغنياء غَيْرَ محتاجين فقال تعالى : { يَحْسَبُهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم } لا يسألون الناس مجرد سؤال فضلا عن أن يُلِحُّوا ويُلْحِفُوا . ثم في نهاية الآية أعاد تعالى وعده الكريم بالمجازاة على ما يُنْفَقْ في سبيله فقال : { وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم } ولازمة أن يثيبكم عليه أحسن ثواب فأبشروا واطمئنوا .

من الهداية :

- تفاضل أجر الصدقة بحسب فضل وحاجة المتصدق عليه .

- فضيلة التعفف وهو ترك السؤال مع الاحتياج ، وذم الإِلحاح في الطلب من غير الله تعالى أما الله عز وجل فإنه يحب الملحين في دعائه .