تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

ثم بين على من ينفق ، فقال : النفقة { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } ، يقول : حبسوا ، نظيرها : { فإن أحصرتم } ( البقرة : 196 ) يعني حبستم ، وأيضا : { وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا } ( الإسراء : 8 ) ، يعني محبسا ، { الذين أحصروا } حبسوا أنفسهم بالمدينة في طاعة الله عز وجل ، فهم أصحاب الصفة .

قال : حدثنا عبيد الله ، عن أبيه ، عن هذيل بن حبيب ، عن مقاتل بن سليمان ، منهم ابن مسعود ، وأبو هريرة ، والموالى أربعمائة ، رجل لا أموال لهم بالمدينة ، فإذا كان الليل أوَوْا إلى صفَّة المسجد ، فأمر الله عز وجل بالنفقة عليهم ، { لا يستطيعون ضربا في الأرض } ، يعني سيرا ، كقوله سبحانه : { وإذا ضربتم في الأرض } ( النساء : 101 ) ، يعني إذا سرتم في الأرض ، يعني التجارة ، { يحسبهم الجاهل } بأمرهم وشأنهم { أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم } يعني بسيما الفقر عليهم لتركهم المسألة ، { لا يسئلون الناس إلحافا } فيلحفون في المسألة ، { وما تنفقوا من خير } ، يعني من مال ، كقوله عز وجل : { إن ترك خيرا } ( البقرة : 180 ) يعني مالا للفقراء أصحاب الصفة ، { فإن الله به عليم } يعني بما أنفقتم عليم .