التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

قوله تعالى{ للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا . . . }

قال الشيخ الشنقيطي : لم يبين هنا سبب فقرهم ، ولكنه بين في سورة الحشر ان سبب فقرهم هو إخراج الكفار لهم من ديارهم وأموالهم بقوله{ للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم }الآية .

قال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد . حدثنا المغيرة( يعني الحزامي ) عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليس المسكين بهذا الطواف الذي يطوف على الناس . فترده اللقمة واللقمتان . والتمرة والتمرتان " . قالوا : فما المسكين ؟ يا رسول الله ! قال : " الذي لا يجد غنى يغنيه . ولا يفطن له ، فيتصدق عليه . ولا يسأل الناس شيئا " .

( الصحيح-الزكاة ، ب المسكين الذي لا يجد غنى2/219 ح103 )وأخرجه البخاري في( الصحيح-التفسير ، ب لا يسألون الناس إلحافا8/202 ح4539 ) .

قال أبو داود : حدثنا قتيبة بن سعيد وهشام بن عمار ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال ، عن عمارة بن غزية ، عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف " فقلت : ناقتي الياقوتة هي خير من أوقية ، قال هشام : خير من أربعين درهما ، فرجعت فلم أسأله شيئا ، زاد هشام في حديثه : وكانت الأوقية على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين درهما .

( السنن 2/116-117 الزكاة ، ب من يعطى من الصدقة وحد الغنى )وأخرجه النسائي5/98( ك الزكاة ، ب من الملحف ) من طريق قتيبة عن ابن أبي الرجال به . وأخرجه ابن خزيمة( 4/100- ك الزكاة ، ب ذكر الغني تكون المسألة معه إلحافا ح2447 )من طريق عبد الله بن يوسف عن ابن أبي الرجال به . قال الألباني : إسناده صحيح كما بينته في الصحيحة رقم( 1719 ) . وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه( ح 2448 ) ، وابن حبان كما في( الإحسان 5/165 ح3381 ) .

أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد قال : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } ، مهاجري قريش بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم ، أمروا بالصدقة عليهم .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة قال : حصروا انفسهم في سبيل الله للغزو حبسوا انفسهم في سبيل الله للعدو فلا يستطيعون تجارة .

انظر الآية رقم ( 196 )من السورة نفسها عند قوله تعالى{ فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي } .

أخرج آدم بسنده الصحيح عن مجاهد قال " { تعرفهم بسيماهم } ، قال : من التخشع .