{ لِلْفُقَرَاء } متعلق بمحذوفٍ ينساقُ إليه الكلامُ كما في قوله عز وجل : { في تسع آيات إلى فرعون } [ النمل ، الآية : 12 ] أي اعمِدوا للفقراء أو اجعلوا ما تنفقونه للفقراء أو صدقاتِكم للفقراء { الذين أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ الله } بالغزو والجهاد { لاَ يَسْتَطِيعُونَ } لاشتغالهم به { ضَرْبًا فِي الأرض } أي ذهاباً فيها للكسب والتجارة وقيل : هم أهلُ الصُّفة كانوا رضي الله عنهم نحواً من أربعمائة من فقراء المهاجرين يسكنون صُفّة المسجدِ يستغرقون أوقاتَهم بالتعلم والجهاد وكانوا يخرجون في كل سَريةٍ بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم { يَحْسَبُهُمُ الجاهل } بحالهم { أَغْنِيَاء مِنَ التعفف } أي من أجل تعفّفهم عن المسألة { تَعْرِفُهُم بسيماهم } أي تعرِف فقرَهم واضطرارهم بما تعايِنُ منهم من الضعف ورَثاثةِ الحال ، والخطابُ للرسول عليه السلام أو لكل أحدٍ ممن له حظ من الخطاب ، مبالغةً في بيان وضوحِ فقرهم { لاَ يسألون الناس إلحافاً } أي إلحاحاً وهو أن يلازِمَ السائلُ المسؤولَ حتى يعطيَه من قولهم لَحفني من فضل لِحافِه أي أعطاني من فضل ما عنده والمعنى لا يسألونهم شيئاً ، وإن سألوا لحاجةٍ اضْطَرَّتهم إليه لم يُلِحّوا ، وقيل : هو نفيٌ لكلا الأمرين جميعاً على طريقة قوله : [ الطويل ]
على لاحِبٍ لا يُهتدَى لمنارهِ *** [ إذا سافه العود الديافي جرجرا ]{[108]}
أي لا منارَ ولا اهتداء { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ } فيجازيكم بذلك أحسنَ جزاء فهو ترغيبٌ في التصدق لاسيما على هؤلاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.