تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

ويكون هذا الإنفاق للفقراء الذين حبسوا أنفسهم للجهاد ، فشغَلهم ذلك عن الكسب من أي عمل ، أو لمن أصيب منهم بجراح أقعدته عن السعي في الأرض ، المتعففين عن السؤال ، حتى أن الجاهل بحالهم لَيحسبهم أغنياء من شدة تعففهم . ولأمثال هؤلاء علامة لا يعرفهم بها إلا المؤمن الذي يتحرى في إنفاقه عمن يستحقون ذلك . والله عليم بما تبذُلونه من معروف ، وسيجزيكم الله عليه الجزاء الأوفى .

قيل نزلت هذه الآية في أهل الصُّفة ، وكانوا أربعمائة رجل وقفوا أنفسهم للجهاد في سبيل الله .

وسؤال الناس من غير حاجة محرَّم ، وقد وردت عدة أحاديث في النهي عنه . ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال : «ليس المسكين الذي يطوف على الناس ، ترده اللقمة واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكينُ الذي لا يجد غنىً يغنيه ولا يُفطن له فيُتصدق عليه ، ولا يقوم فيسأل الناس » وروى أبو داود والترمذي عن عبد الله ابن عمر عن النبي أنه قال : «لا تحلُّ الصدقة لغني ولذي مِرّة سويّ » والمِرة : القوة .

القراءات :

قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة «يحسَبهم » بفتح السين والباقون «يحسِبهم » بكسرها .