ثم بيّن موضع الصدقة فقال تعالى : { لِلْفُقَرَاء الذين أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ الله } يعني النفقة والصدقة للفقراء الذين حبسوا أنفسهم في طاعة الله ، وهم أصحاب الصّفّة كانوا نحواً من أربعمائة رجل ، جعلوا أنفسهم للطاعة ، وتركوا الكسب والتجارة . قوله : { لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الارض } أي لا يستطيعون الخروج إلى السفر في التجارة . { يَحْسَبُهُمُ الجاهل } قرأ حمزة وعاصم وابن عامر : { يحسبهم } بنصب السين في جميع القرآن ، وقرأ الباقون : بالكسر وتفسير القراءتين واحد ، يعني يظن الجاهل بأمرهم وشأنهم أنهم { أَغْنِيَاء مِنَ التعفف } لأنهم يظهرون أنفسهم للناس باللباس وغيره ، كأنهم أغنياء ويتعففون عن المسألة . قوله { تَعْرِفُهُم بسيماهم } أي بصفرة الوجوه من قيام الليل وصوم النهار { لاَ يسألون الناس إلحافا } يعني إلحاحاً قال ابن عباس رضي الله عنه : لا يسألون الناس إلحاحاً ولا غير إلحاح ، ويقال : أصله من اللحاف ، لأن السائل إذا كان ملحّاً ، فكأنه يلصق بالمسؤول فيصير كاللحاف يلتصق ، وجعل ذلك كناية عنه .
ثم قال تعالى : { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ الله بِهِ عَلِيمٌ } يعني عليم بما أنفقتم ويقال هذا على معنى التحريض ، فكأنه يقول عليكم بالفقراء الذين أحصروا في سبيل الله . وقال بعضهم : هذا على معنى التعجب ، فكأنه يقول عجباً للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله ويقال : إنه رد إلى أول الآية { وَمَا أَنفَقْتُم مّن نَّفَقَةٍ } { لِلْفُقَرَاء الذين أُحصِرُواْ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.