المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

تفسير الألفاظ :

{ أحصروا في سبيل الله } أي أحصرهم الجهاد أي حبسهم فانقطعوا له . { ضربا في الأرض } أي ذهابا فيها للتكسب . { من التعفف } أي من التعفف عن سؤال الناس . { بسيماهم } أي بهيئتهم . { إلحافا } أي إلحاحا ، يقال ألحف في السؤال أي ألح فيه .

تفسير المعاني :

قوله تعالى : { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } متعلق بمحذوف تقديره اجعلوا ما تنفقون للفقراء الذين حبسوا أنفسهم للجهاد ، وأصبحوا – بذلك – لا يستطيعون الكسب ، وهم من عفة النفس بحيث يظنهم الجاهل بحالهم أغنياء ، تعرفهم بهيئتهم من الضعف ورثاثة الحال ، لا يسألون الناس بإلحاح . وما تنفقوا من مال فإن الله يعلمه ويدخر لكم ثوابه .