أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (13)

شرح الكلمات :

{ آية في فئتين } : علامة واضحة والفئتان : المسلمون وقريش إلتقتا في بدر .

{ يؤيد بنصره } : يُقوِّى .

{ عبرة لأولي الأبصار } : العبرة العظة وما يَعْبُر به ذو البصيرة مواضع الخطر فينجو .

المعنى :

وفَتَح أعينهم على حقيقة لو تأملوها لما تورطوا في حرب الرسول حتى هزمهم وقتل من قتل منهم وأجلى من أجلاهم . وهي أن المسلمين الذين قاتلوا المشركين في بدر وانتصروا عليهم كانوا أقلّ عدد وأنقص عدة ، ومع ذلك انتصروا لأنهم يقاتلون في سبيل الله والكافرون يقاتلون في سبيل الطاغوت والشرك والظلم والطغيان ونصر الله الفئة القليلة المسلمة وهزم الفئة الكافرة الكثيرة فلو اعتبر اليهود بهذه الحقيقة لما تورطوا في حرب مع الرسول صلى الله عليه وسلم أبداً . ولكنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وهي البصائر . فقال تعالى لهم : { قد كان لكم آية في فئتين التقتا } -في بدر- فئة- جماعة- تقاتل في سبيل الله -إعلاء لكلمته- وأخرى فئة كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت { يرونهم مثيلهم رَأْيَ العين } لقربهم منهم .

ومع هذا نصر الله الأقلية المسلمة وهزم الأكثرية المسلمة وهزم الأكثرية الكافرة ، وذلك لأن الله تعالى يؤيد بنصره من يشاء ، فأيد أولياءه وهزم أعداءه ، وإن في هذه الحادثة لعبرة وعظة متفكر ولكن لمن كان ذا بصيرة ، أما من لا بصيرة له فإنه لا يرى شيئاً حتى يقع في الهاوية قال تعالى : { إن في ذلك } المذكور لهم : { . . لعبرة لأولى الأبصار } .

من الهداية :

- العاقل من اعتبر بغيره ، ولا عبرة لغير أولى الأبصار أى البصائر .

- صدق خبر القرآن في ما أخبر به اليهود من هزيمتهم ، فكان هذا دليل صدق على أن القرآن وحي الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن الاسلام دين الله الحق .