تفسير الأعقم - الأعقم  
{قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (13)

{ قد كان لكم آية في فئتين التقتا } نزلت في قصة بدر والخطاب لمشركي قريش ، وقيل : إلى اليهود وكان عدد المشركين ألفاً عن علي ( عليه السلام ) وابن مسعود ، وأما عدد المسلمين فثلاثمائة وبضع عشرة ، وقيل : ثلاثة عشر على عدد أصحاب طالوت ، تسعة وتسعين من المهاجرين والباقي من الأنصار ، وصاحب راية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمير المؤمنين وسيد الوصيّين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وصاحب راية الأنصار سعد بن عَبادة ، وكان في الجيش سبعون بعيراً وفرسان ، فرس للمقداد ، وفرس لمرثد بن أبي مرثد ، وستة أدرع ، وثمانية سيوف . وكان رئيس المشركين عتبة بن ربيعة ، وهو أول مشهد شهده رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من المدينة وخروجه يلتقي عير أبي سفيان ، فبعث أبو سفيان إلى مكة يعلمهم بذلك ، فخرجوا والتقوا ببدر ، وشهد الوقعة الملائكة وحاربوا ولم يحاربوا غيرها ، وشهدها من مؤمني الجن سبعون نبياً ، وحضر في عسكر الكفار ابليس نعوذ بالله منه ومعه سبعون ألفاً ، وكان الذي قتل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) سبعين رجلاً من المشركين وأسر منهم سبعين رجلاً { يرونهم مثليهم رأي العين } أي قريباً من العين ، أو مثلي عدد المسلمين ستمائة ونيفاً وعشرين أراهم الله إياهم مع قلّتهم أضعافهم ليهابوهم ، وكان ذلك إمداداً لهم من الله تعالى كما أمدّهم بالملائكة ، وقيل : ترون يا مشركي قريش المسلمين كمثلي فئتكم الكافرة أو مثلي أنفسهم