الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَدۡ كَانَ لَكُمۡ ءَايَةٞ فِي فِئَتَيۡنِ ٱلۡتَقَتَاۖ فِئَةٞ تُقَٰتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخۡرَىٰ كَافِرَةٞ يَرَوۡنَهُم مِّثۡلَيۡهِمۡ رَأۡيَ ٱلۡعَيۡنِۚ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصۡرِهِۦ مَن يَشَآءُۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ} (13)

وأخرج ابن جرير عن قتادة { قد كان لكم آية } عبرة وتفكر .

و أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس { قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله } أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر { و أخرى كافرة } فئة قريش الكفار .

و اخرج عبد الرزاق في المصنف عن عكرمة قال : في أهل بدر نزلت ( وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ) ( الأنفال الآية : 7 ) وفيهم نزلت ( سيهزم الجميع . . . . ) ( القمر الآية : 45 ) الآية . وفيهم نزلت ( حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب ) ( المؤمنون : الآية 64 ) وفيهم نزلت ( ليقطع طرفا من الذين كفروا ) ( آل عمران الآية : 127 ) وفيهم نزلت ( ليس لك من الأمر شيء ) ( آل عمران الآية : 128 ) وفيهم نزلت ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ) ( إبراهيم الآية : 28 ) وفيهم نزلت ( ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء ) ( الأنعام الآية : 47 ) وفيهم نزلت { قد كان لكم آية في فئتين التقتا } .

و أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الربيع في قوله { قد كان لكم آية } يقول : قد كان لكم في هؤلاء عبرة ومتفكر . أيدهم الله ونصرهم على عدوهم وذلك يوم بدر ، كان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا ، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا .

و أخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله { قد كان لكم آية في فئتين } الآية . قال : هذا يوم بدر فنظرنا إلى المشركين فرأيناهم يضعفون علينا ، ثم نظرنا إليهم فما رأيناهم يزيدون علينا رجلا واحدا . وذلك قول الله ( وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ) ( الأنفال الآية : 44 ) .

و أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { قد كان لكم آية في فئتين . . . . } الآية . قال : أنزلت في التخفيف يوم بدر على المؤمنين ، كانوا يومئذ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا ، وكان المشركون مثليهم ستة وعشرين وستمائة ، فأيد الله المؤمنين فكان هذا في التخفيف على المؤمنين .

و أخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس أن أهل بدر كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر . المهاجرون منهم خمسة وسبعون ، وكانت هزيمة بدر لسبع عشرة من رمضان ليلة جمعة .

و أخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { يؤيد بنصره من يشاء } قال : يقوي بنصره من يشاء قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :

برجال لستمو أمثالهم *** أيدوا جبريل نصرا فنزل