التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي  
{رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ} (37)

{ رجال } فاعل يسبح على القراءة بكسر الباء ، وأما على القراءة بالفتح فهو مرفوع بفعل مضمر يدل عليه الأول .

{ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله } أي : لا تشغلهم ، ونزلت الآية في أهل الأسواق الذين إذا سمعوا النداء بالصلاة تركوا كل شغل وبادروا إليها ، والبيع من التجارة ، ولكنه خصه بالذكر تجريدا كقوله : فاكهة ونخل ورمان ، أو أراد بالتجارة الشراء . { تتقلب فيه القلوب والأبصار } أي : تضطرب من شدة الهول والخوف ، وقيل : تفقه القلوب وتبصر الأبصار بعد العمى ، لأن الحقائق تنكشف حينئذ ، والأول أصح كقوله : { وإذا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر } [ الأحزاب :10 ] وفي قوله : { تتقلب فيه القلوب } تجنيس .