تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ} (37)

36

37 - رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ .

تلهيهم : تشغلهم وتصرفهم .

تجارة : أي : قصد الربح المادي .

بيع : أي : فرد من أفراد البياعات ، والربح في البيع ناجز بالفعل ، فهو أدخل في الإلهاء .

إقام الصلاة : إقامتها لمواقيتها .

إيتاء الزكاة : إخراج المال للمستحقين .

يخافون يوما : أي : يوم القيامة .

تتقلب : تضطرب وتتغير من الهول والفزع .

إنهم يؤدون الصلاة ، ويخرجون الزكاة ، ويقومون بتعاليم الإسلام رغبة فيما عند الله ، وخوفا من عقاب يوم تضطرب فيه الأفئدة من الهول والفزع ، وتشخص فيه القلوب والأبصار من الهلع والحيرة والرعب والخوف .

وقد عبرت آيات كثيرة عن أهوال يوم القيامة ، في الحشر والبعث والحساب ، والميزان والصراط . قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . ( الحج : 1 ، 2 ) .