لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا} (96)

قال : { آتوني } أي أعطوني وقيل جيئوني{[9]} { زبر الحديد } أي قطع الحديد فأتوه بها ، وبالحطب فجعل الحطب على الحديد والحديد على الحطب { حتى إذا ساوى بين الصدفين } أي بين طرفي الجبلين { قال انفخوا } يعني في النار { حتى إذا جعله ناراً } أي صار ناراً { قال آتوني أفرغ عليه } أي أصيب عليه { قطراً } أي نحاساً مذاباً فجعلت النار تأكل الحطب وجعل النحاس يسيل مكانه حتى لزم الحديد النحاس قيل إن السد كالبرد المحبر طريقة سوداء وطريقة حمراء ، وقيل إن عرضه خمسون ذراعاً وارتفاعه مائة ذراع وطوله فرسخ ، واعلم أن هذا السد معجزة عظيمة ظاهرة لأن الزبرة الكبيرة إذا نفخ عليها حتى صارت كالنار لم يقدر أحد على القرب منها ، والنفخ عليها لا يمكن إلا بالقرب منها . فكأنه تعالى صرف تأثير تلك الحرارة العظيمة عن أبدان أولئك النافخين حتى تمكنوا من العمل فيه .


[9]:قوله وقيل جيئوني ظاهر أنه تفسير لآتوني مقطوع الهمزة ولا يصح إنما يصح إذا كان تفسيرا لآتوني موصولها فليتأمل ا هـ.