{ واقتلوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } أي حيث وجدتمُوهم من حِلَ أو حَرَم وأصلُ الثقَفِ الحذَقُ في إدراك الشيء علماً أو عملاً وفيه معنى الغلبة ، ولذلك استعمل فيها قال : [ الوافر ]
فإما تَثْقَفوني فاقتُلوني *** فمَنْ أثقَفْ فليس إلى خلود{[90]}
{ وَأَخْرِجُوهُمْ منْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ } أي من مكةَ ، وقد فُعل بهم ذلك يوم الفتح بمن لم يُسلم من كفارها { والفتنة أَشَدُّ مِنَ القتل } أي المحنة التي يُفتتن بها الإنسانُ كالإخراج من الوطن أصعبُ من القتل لدوام تعبها وبقاءِ ألم النفس بها ، وقيل : شركُهم في الحرم وصدُّهم لكم عنه أشدُّ من قتلكم إياهم فيه { وَلاَ تقاتلوهم عِندَ المسجد الحرام } أي لا تفاتحوهم بالقتل هناك ولا تهتِكوا حرمةَ المسجد الحرام { حتى يقاتلوكم فِيهِ فَإِن قاتلوكم } ثمَةَ { فاقتلوهم } فيه ولا تُبالوا بقتالهم ثمةَ لأنهم الذين هتَكوا حُرمتَه فاستحقُّوا أشدَّ العذاب ، وفي العُدول عن صِيغة المفاعَلة التي بها وردَ النهيُ والشرطُ عِدَةً بالنصر والغلبة ، وقرئ " ولا تقتُلوهم حتى يقتُلوكم فإن قاتلوكم فاقتلوهم " والمعنى حتى يقتُلوا بعضَكم كقولهم : قتلتْنا بنو أسدٍ { كذلك جَزَاء الكافرين } يُفعلُ بهم مثلُ ما فعلوا بغيرهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.