لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (93)

{ وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا } أي استجيبوا وأطيعوا أي فيما أمرتم به { قالوا سمعنا } يعني قولك

{ وعصينا } يعني أمرك وقيل إنهم لم يقولوا بألسنتهم ، ولكن لما سمعوه وتلقوه تلقوه بالعصيان فنسب ذلك إليهم { وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم } أي تداخل حبه في قلوبهم والحرص على عبادته كما يتداخل الصبغ في الثوب . وقيل : إن موسى أمر أن يبرد العجل ويذرى في النهر وأمرهم أن يشربوا منه فمن بقي في قلبه شيء من حب العجل ، ظهر سحالة الذهب على شاربه { قل بئسما يأمركم به إيمانكم } أي بأن تعبدوا العجل والمعنى بئس الإيمان إيمان يأمر بعبادة العجل { إن كنتم مؤمنين } أي بزعمكم وذلك أنهم قالوا : نؤمن بما أنزل علينا فكذبهم الله تعالى بذلك .