الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَإِذۡ أَخَذۡنَا مِيثَٰقَكُمۡ وَرَفَعۡنَا فَوۡقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱسۡمَعُواْۖ قَالُواْ سَمِعۡنَا وَعَصَيۡنَا وَأُشۡرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ بِكُفۡرِهِمۡۚ قُلۡ بِئۡسَمَا يَأۡمُرُكُم بِهِۦٓ إِيمَٰنُكُمۡ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ} (93)

وَ{ خُذُواْ مَا ءاتيناكم }[ البقرة :93 ] : يعني : التوراةَ والشرْعَ { بِقُوَّةٍ } ، أي : بعزمٍ ، ونشاطٍ . وجِدٍّ ، { وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ العجل } : أي : حبَّ العجْلِ ، والمعنى : جُعِلَتْ قلوبهم تَشْربه ، وهذا تشبيهٌ ومجازٌ عبارة عن تمكُّن أمر العِجْل في قلوبهم .

وقوله تعالى : { بِكُفْرِهِمْ }[ البقرة :93 ] .

يحتمل أن تكون باء السببِ ، ويحتمل أن تكون بمعنى «مَعَ » .

وقوله تعالى : { قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إيمانكم }[ البقرة :93 ] .

أمر لمحمَّد صلى الله عليه وسلم أن يوبِّخهم ، لأنَّه بيس هذه الأشياء التي فَعَلْتُمْ ، وأمركم بها إِيمانُكُم ، الذي زعمتُمْ في قولكم : { نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا }[ البقرة :91 ] .