{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُواْ } أي استجيبوا واطيعوا سميت الطاعة سمعاً على المجاز لأنّه سبب الطّاعة والأجابة ومنه قولهم : سَمِع الله لمن حمده أي أجابه ، وقال الشاعر :
دعوت الله حتّى خفتُ ألاّ *** يكون الله يسمع ما أقول
أي يجب . { قَالُواْ سَمِعْنَا } قولك . { وَعَصَيْنَا } أمرك [ أو سمعنا بالآذان وعصينا بالقلوب ] .
قال أهل المعاني : إنّهم لم يقولوا هذا بألسنتهم ، ولكن لما سمعوا الأمر وتلقوه بالعصيان نُسب ذلك عنهم إلى القول اتساعاً ، كقول الشاعر
ومنهل ذبّابة في عيطل *** يقلن للرائد عشبت أنزل
{ وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ } أي حبّ العجل ، كقوله تعالى { وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ } [ يوسف : 82 ] ، وقال النابغة :
فكيف يواصل من اصبحت *** خلالة كأني مرحب
أي لخلاله أني مرحب ، ومعناه أدخل في قلوبهم حبّ العجل ، وخالطها ذلك كاشراب اللون لشدة الملازمة . { بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ } أن تعبدوا العجل من دون الله [ فالله لا يأمر بعبادة العجل ] . { إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } بزعمكم وذلك إنّهم قالوا : نؤمن بما أُنزل علينا ، فكذبهم الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.