صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف  
{فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (97)

{ فيه آيات بينات } على حرمته ومزيد فضله ، منها : أي الأمر ببنائه الرب الجليل ، وبانيه إبراهيم الخليل ، وهو مهبط الخيرات ومصعد الطاعات . ومنها : الحجر الأسود ، والحطيم وزمزم ، والمشاعر كلها ، ومقام إبراهيم وهو الحجر الذي قام عليه أثناء البناء . ومنها : إهلاك من قصده من الجبابرة بسوء ، كأصحاب الفيل وغيرهم . وعدم تعرض ضوارى السباع للصيود فيه . ومنها : أمن من دخله .

{ مقام إبراهيم } وقد كان ملتصقا بجدار البيت ، حتى أخره عمر ابن الخطاب رضي الله عنه في خلافته إلى ناحية المشرق حيث هو الآن ، ليتمكن الطائفون من الطواف ، وليصلى المصلون عنده دون تشويش عليهم من الطائفين .

{ ومن دخله كان آمنا } الضمير المنصوب عائد إلى البيت بمعنى الحرم كله ، بقرينة أن بعض هذه الآيات موجود في كل الحرم لا في خصوص البيت . فهو من باب الاستخدام ، فهو ذكر اللفظ بمعنى وإعادة الضمير إليه بمعنى آخر . والمراد آمن من دخله في الدنيا وفي الآخرة .

{ ومن كفر } أي جحد فرضية الحج ، فلم يرى فعله برا ولا تركه مأتما .