تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (97)

{ فيه آيات بينات مقام إبراهيم } قال الحسن : مقام إبراهيم من الآيات البينات { ومن دخله كان آمنا } قال الحسن : كان ذلك في الجاهلية لو أن رجلا جر جريرة ، ثم لجأ إلى الحرم ، لم يطلب ولم يتناول ، وأما في الإسلام فإن الحرم لا يمنع من حد ، من أصاب حدا أقيم عليه .

{ ولله على الناس حج البيت } قال محمد : الحج في اللغة معناه : القصد ، يقال : حججت الشيء أحجه حجا{[211]} ، إذا قصدته مرة بعد مرة ، ومن هذا قول الشاعر :

وأشهد من عوف حلولا كثيرة *** يحجون سب الزبرقان المزعفرا{[212]}

أي : يكثرون الاختلاف إليه ، لسؤدده ، وكان الرئيس يعتم بعمامة صفراء تكون علما لرئاسته .

قوله : { من استطاع إليه سبيلا }

يحيى : [ عن الحسن بن دينار ، عن الحسن ] أن رجلا قال : يا رسول الله [ إن الله قال ] : { من استطاع إليه سبيلا } فما السبيل ؟ قال : 'الزاد والراحلة'{[213]}

{ ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } قال الحسن : الكفر أن يقول : ليس بفريضة فيكفر به .


[211]:انظر: القاموس المحيط للفيروز أبادى (1/181) مادة: (حج).
[212]:البيت للمخبل السعدي: انظر: ديوانه (294).
[213]:إسناده ضعيف: أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/536، برقم 6 – 7) البيهقي في الكبرى (4/327) وفي معرفة السنن والآثار (3/478، ح 2663) وقال: هذا منقطع انظر: تلخيص الحبير (2/423) نصب الراية للزيلعى (3/8).