جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{فِيهِ ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (97)

{ فيه آيات بينات } كل جبار قصده بسوء كأصحاب الفيل قهره ، { مقام إبراهيم } أي من جملتها أو بدل من الآيات بدل البعض وأثر قدميه في المقام آية بينة ، { ومن دخله } أي : مكة ، { كان آمنا } : من القتل ، والغارة ما دام فيه لكن لا يطعم ولا يسقى حتى يخرج فيؤخذ بذنبه ، أو من دخله معظمًا{[766]} له أمن يوم القيامة من العذاب قيل : جملة شرطية عطف على مقام من حيث المعنى أي أمْنُ من دخله من جملتها .

{ ولله على الناس حجّ البيت } أي : قصده على وجه مخصوص ، { من استطاع إليه سبيلا } كل مأتى إلى الشيء فهو سبيله ، وهو بدل من الناس مخصص له والاستطاعة ألا يكون عاجزا بنفسه يقدر على الركوب بلا مشقة شديدة وله راحلة وزاد رواح ورجوع فاضل عن نفقة من يلزم عليه نفقته وكسوته ، ثم إن{[767]} اليهود حين أمروا بالحج قالوا : ما وجب علينا فنزل قوله : { ومن كفر } أي : جحد فرضيّته ، { فإن الله غني عن العالمين } أي : من وجد ما يحج به ، ولم يحج حتى مات فهو كفر{[768]} به وقيل : وضع كفر موضع لم يحج تغليظا .


[766]:هو قول بعض من الصحابة روى البيهقي قال عليه الصلاة والسلام (من دخل البيت دخل في حسنة، وخرج من سيئة، وخرج مغفورا له) فعلى هذا ضمير من دخله للبيت/12 منه [الحديث ضعيف، انظر ضعيف الجامع (5584) والضعيفة (1917)].
[767]:كذا قاله ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد من السلف/12 منه.
[768]:هكذا نقله أبو بكر بن مردويه عن علي، وروى الترمذي عن غيره من الصحابة، وروى أبو بكر الإسماعيلي الحافظ عن عمر بن الخطاب مثل هذا المعنى/12 منه [ولفظ كلام عمر: من أطاق الحج فلم يحج فسواء عليه مات يهوديا أو نصرانيا) وصحح سنده ابن كثير في التفسير (1/387)].