ثم قال( {[4457]} ) : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمُ أُمَّةً وَسَطاً ) [ 142 ] . أي : عدلاً .
أي : كما هديناكم أيها المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاءكم به من الحق وفضلناكم بذلك ، كذلك خصصناكم فجعلناكم أمة عدلاً خياراً . والأمة القرن من الناس( {[4458]} ) .
( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) [ 142 ] .
أي : تشهدون/للأنبياء الذين( {[4459]} ) أخبر الله بخبرهم محمداً صلى الله عليه وسلم . فهو( {[4460]} ) عام معناه الخصوص ، إذ لم يطلع( {[4461]} ) الله عز وجل نبيه( {[4462]} ) صلى الله عليه وسلم على [ جميع النبيين وأخبارهم( {[4463]} ) ] بدلالة قوله : ( مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ )( {[4464]} ) . فإنما تشهد أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الأمم الذين أخبر الله نبيه( {[4465]} ) بهم( {[4466]} ) وبكفرهم وجحودهم دون من لم يطلع( {[4467]} ) الله نبيه( {[4468]} ) على خبرهم من أمم الأنبياء صلوات الله عليهم الذين لم يطلع الله نبيه( {[4469]} ) عنهم ، ولا أخبره بهم . فأمة محمد صلى الله عليه وسلم تشهد للأنبياء( {[4470]} ) الذين أخبر الله بهم النبي صلى الله عليه وسلم على أممها أنها قد بلَّغت ما أرسلت به إلى الأمم( {[4471]} ) .
( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) [ 142 ] .
بإيمانكم وبما جاءكم من عند الله .
وقيل : " عليكم " بمعنى " لكم " مثل قوله : ( وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ )( {[4472]} ) أي : للنصب( {[4473]} ) .
وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم( {[4474]} ) قال : " يُدْعَى بِنُوحٍ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ( {[4475]} ) لَهُ : هَلْ( {[4476]} ) بَلَّغْتَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ . فَيُقَالُ لِقَوْمِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ . فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ ؟ فَيَقولُ( {[4477]} ) : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، فَهُوَ قَوْلُهُ : ( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )( {[4478]} ) .
وفي حديث آخر رواه أبو هريرة : " فَيقولُ قَوْمُ نُوحٍ صلى الله عليه وسلم : كَيْفَ يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَوَّلُ الأُمَمِ وَهُمْ آخِرُ الأُمَمِ ؟ فَيقولونَ : نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولاً وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا كِتَاباً وَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْنَا خَبَرَكُمْ( {[4479]} ) " .
وهذا المعنى أيضاًروي عن زيد بن أسلم( {[4480]} ) .
وروي أن أمة محمد [ عليه السلام( {[4481]} ) ] تقول لهم : " كان فيما أنزل علينا : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ/المُرْسَلِينَ ) إلى قوله : ( الْعَالَمِينَ )( {[4482]} ) ، فكذلك نشهد( {[4483]} ) أنكم كذبتم الرسل . فتشهد للرسل أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالتبليغ .
وروي عن النبي [ عليه السلام ]( {[4484]} ) أنه قال : " إِذَا جَمَعَ اللهُ عِبَادَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ، كَانَ أَوّلُ مَنْ يُدْعَى إِسْرَافِيلُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا فَعَلْتَ فِي عَهْدِي ؟ ، هَلْ بَلَّغْتَ عَهْدِي ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبّ ، قَدْ بَلَّغْتُ جِبْرِيلُ ، فَيُدْعَى/جِبْرِيلُ فَيَقُولُ : قَدْ( {[4485]} ) بَلَّغْتُ الرَّسُلَ . فَتُدْعَى الرُّسُلُ ، فَيَقُولُونَ : قَدْ بَلَّغْنَا الأُمَمَ ، فَتُدْعَى الأُمَمُ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يُكَذِّبُ الرُّسُلَ ، فَيَشْهَدُ لِلرُّسُلِ أمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم/بِالتَّبْلِيغِ( {[4486]} ) " .
وروى أشهب عن مالك أنه قال : " ينبغي للناس أن يأمروا بطاعة الله عز وجل فإن عُصِيَ كان شهيداً على من عصاه " .
قال الله عز وجل : ( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) [ 142 ] .
وروى أبو عامر " أن( {[4487]} ) أول مَنْ يسأل يوم القيامة من الرسل( {[4488]} ) عن البلاغ نوح( {[4489]} ) صلى الله عليه وسلم فيقال له : هل بلغت قومك الرسالة ؟ فيقول : نعم . فيقال لقومه : هل بلّغكم نوح الرسالة ؟ فيجحدون ؛ فيقولون : لم يبلغنا الرسالة . فيتنحى نوح من بين يدي الله عز وجل فيكون( {[4490]} ) بفناء العرش كئيباً حزيناً ، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم( {[4491]} ) غرّ( {[4492]} ) محجلون من أثر الوضوء ، فيأتون نوحاً عليه السلام فيقولون : مالك يا شيخ ، من أنت ؟ فيقول : أنا نوح . فيقولون : مالَكَ كئيباً حزيناً ؟ فيقول : كذبني قومي ، فيقولون له( {[4493]} ) : ارجع إلى ربك فنحن نشهد لك بأنك قد بلّغت الرسالة ، فيقول لهم : ومن أنتم ؟ فيقولون : نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فيقول( {[4494]} ) : كيف تشهدون لي وأنتم آخر الأمم ؟ فيقولون : إن نبيّنا أتانا بذلك فيقرأون( {[4495]} ) عليه : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً اِلَى قَوْمِهِ ) [ نوح : 1 ] إلى آخرها ، فيرجع نوح إلى الله ، فيقول : رب ، إن أمة محمد يشهدون لي بالبلاغ . ثم يسأل نبياً( {[4496]} ) نبياً فتجحده( {[4497]} ) أمته فتشهد له أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالبلاغ ، فإاذا سئل محمد عن البلاغ شهدوا بأن محمداً قد بلّغ الرسالة " .
ثم قال : ( وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ التِي( {[4498]} ) كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَّتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ( {[4499]} ) يَّنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ) [ 142 ] .
قال ابن عباس : " إلا ليتميز( {[4500]} ) أهل اليقين من أهل الشك والريبة( {[4501]} ) " والتقدير : وما جعلنا صرفك( {[4502]} ) عن بيت المقدس إلى الكعبة إلاّ لنعلم علم عيان تجب عليه المجازاة ، من يتّبع الرسول على قبلته ممن يرجع عن إيمانه فيخالف الرسول .
وقيل : المعنى : إلا لنُعْلِم/رسولي وأوليائي ذلك( {[4503]} ) .
ومن شأن العرب إضافة ما فعله أتباع الرئيس وحزبه إليه ، يقولون : " جبى( {[4504]} ) الأمير الخراج( {[4505]} ) وهزم( {[4506]} ) العدو ، وإنما فعله حزبه وأنصاره( {[4507]} ) .
ومثله في المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل : " مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عَبْدِي وَاسْتَقْرَضْتُهُ( {[4508]} ) فَلَمْ يُقْرِضْنِي( {[4509]} ) " يريد به عباده .
وقيل : " علم " هنا بمعنى " رأى " ، فالمعنى : إلا لنرى من يتبع( {[4510]} ) .
وقيل : إنهم خوطبوا على ما كانوا( {[4511]} ) يسرون ؛ كان اليهود والمنافقون والكفار( {[4512]} ) ينكرون أن يعلم الله عز وجل الشيء قبل كونه ، فيكون المعنى/ : إلا لنبين لكم أنّا نعلم الأشياء قبل كونها( {[4513]} ) .
وقيل : إنما قال : " لنعلم " على طريق الرفق بعباده ، واستمالتهم إلى الطاعة( {[4514]} ) كما قال : ( وَإِنَّا أَو ايَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى ) [ سبأ : 24 ] . وقد علم أن محمداً صلى الله عليه وسلم على هدى/ ، وأن الكفار( {[4515]} ) على ضلال( {[4516]} ) .
فالمعنى : إلا لتعلموا أنتم إذ أنتم جهال به ، فأضاف( {[4517]} ) الفعل إلى نفسه ، والمراد خلافه( {[4518]} ) رفقاً به .
وقال الضحاك : " قالت اليهود للنبي [ عليه السلام( {[4519]} ) ] : إن كنت نبياً كما تزعم ، فإن الأنبياء والرسل كانت قبلتهم نحو بيت المقدس ، فإن صلّيت إلى بيت المقدس ، اتبعناك ، فابتلاهم الله( {[4520]} ) بذلك . وأمره( {[4521]} ) أن يصلي إلى بيت المقدس فصلى إليه سبعة عشر شهراً ، فلم يتّبعوه( {[4522]} ) ، ثم صرفه الله عز وجل إلى البيت الحرام فذلك قوله : ( وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ التِي كُنْتَ عَلَيْهَا ) يعني بيت المقدس . ( إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَّتَّبِعُ الرَّسُولَ ) : إلى أي ناحية شاء . ( مِّمَّنْ يَّنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ) : أي : لنعلم من يؤمن بالرسول من اليهود ومن لا يؤمن .
وقيل : المعنى : وما جعلنا القبلة التي أنت عليها الآن ، وهي الكعبة ، إلا لنعلم من يتبع الرسول عليها . فكُنْتَ " بمعنى " أنت " ، مثل ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ )( {[4523]} ) أي : أنتم خير أمة( {[4524]} ) . فروي أنه لما استقبل الكعبة أظهر المنافقون نفاقهم [ و( {[4525]} ) ] قالوا : ما بال محمد يحوّلنا مرة( {[4526]} ) إلى ها هنا ومرة إلى ها هنا ، وقال المسلمون في أنفسهم وفيمن مضى من إخوانهم المسلمين : بَطَل أعمالنا وأعمالهم ، /فأنزل الله تعالى ذكره : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ ليُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) أي : صلاتكم نحو بيت المقدس . وقالت اليهود : ( مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا ) ، وكذلك قال المنافقون ، فأنزل الله عز وجل ( قُل لِلّهِ( {[4527]} ) المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ ) الآية( {[4528]} ) .
وقيل : إن اليهود قالت للنبي [ عليه السلام : إن كنت في القبلة( {[4529]} ) ] على هدى ، فقد حوّلت عنه ، وإن كنت على ضلالة ، فقد مات أصحابك على ذلك . فأنزل الله عز وجل : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) أي : صلاة( {[4530]} ) من مات منكم وهو يصلي إلى بيت المقدس . وقال المشركون من أهل مكة ؛ تحيّر محمد في دينه . فكان ذلك فتنة للناس واختباراً وتمحيصاً للمؤمنين .
قال قتادة : " صلّت الأنصار حولين نحو بيت المقدس قبل هجرة النبي عليه السلام ، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فصلّى نحوها ستة عشر شهراً . ثم وجّهه الله/نحو الكعبة ، فقال قائلون( {[4531]} ) من الناس : ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا ) ، وقالوا : لقد( {[4532]} ) اشتاق الرجل إلى مولده . فابتلى الله عز وجل عباده بما شاء من أمره فأنزل( {[4533]} ) الله تعالى في اليهود والمنافقين/ : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا ) إلى قوله : ( مُّسْتَقِيمٍ ) ، وأنزل في المؤمنين : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ( {[4534]} ) لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) إلى ( رَّحِيمٌ( {[4535]} ) ) .
قال ابن جريج : " بلغني أن ناساً ممن أسلم رجعوا عن الإسلام حين استقبل النبي( {[4536]} ) الكعبة ، وقالوا مرة ها هنا ومرة( {[4537]} ) ها هنا . فأظهر الله لخلقه من يرتد فينافق ويخالف الرسول في القبلة ممن اتبعه وآمن بما جاء به( {[4538]} ) " .
ثم قال تعالى : ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً اِلاَّ عَلَى الذِينَ هَدَى اللَّهُ )[ 142 ] أي وإن كانت التولية لكبيرة( {[4539]} ) .
وقيل : المعنى : وإن كانت القبلة لكبيرة : وإن كانت التحويلة لكبيرة( {[4540]} ) .
وقيل( {[4541]} ) : المعنى : وإن كانت الصلاة إلى بيت المقدس لكبيرة ، أي لعظيمة في صدور الناس حين قالوا : ما لهم( {[4542]} ) صلّوا إلى( {[4543]} ) ها هنا ستة عشر/شهراً ثم انحرفوا ، فعظم على قوم ذلك حتى نافقوا وارتدوا وحتى أظهر( {[4544]} ) أهل النفاق نفاقهم .
وقوله : ( اِلاَّ عَلَى الذِينَ هَدَى اللَّهُ ) [ 142 ] .
أي الذين وفق الله إلى الحق ، فإنهم ثبتوا على إيمانهم ، وقبلوا ما جاءهم( {[4545]} ) به الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقوله : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) [ 142 ] .
قال ابن عباس : " لما توجّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا : كيف بمن( {[4546]} ) مات من إخواننا قبل( {[4547]} ) ذلك وهم يصلون نحو بيت المقدس ؛ فأنزل الله عز وجل ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ( {[4548]} ) ) . وهذا معنى( {[4549]} ) قول قتادة وغيره( {[4550]} ) .
وإنما أتى الجواب على الخطاب لهم دون الأموات ، لأن الأموات غُيَّبٌ والسائلون عن ذلك مخاطبون . والعرب تغلب المخاطب على الغائب ، فلذلك قال : ( لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) . ولم يقل إيمانهم( {[4551]} ) .
وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك أنه قال في قول الله عز وجل : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) : " هي الصلاة إلى بيت المقدس قبل أن تصرف القبلة إلى الكعبة( {[4552]} ) " .
ثم قال : ( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) [ 142 ] .
أي : ( {[4553]} ) إن الله بجميع عباده لذو رأفة ورحمة ، فكيف يضيع أعمالهم التي عملوها( {[4554]} ) فلا( {[4555]} ) يثيبهم عليها وكيف( {[4556]} ) يؤاخذهم على ما لم( {[4557]} ) يفترض عليهم .
والرأفة أعلى معاني الرحمة ، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ولبعضهم في الآخرة . وتسمية الله [ جل ذكره الصلاة إيماناً في هذه الآية( {[4558]} ) ] ردّ على المرجئة الذين يقولون إن الصلاة ليست من الإيمان .
وقال أشهب : " وإني لأذكر بهذه الآية الرد( {[4559]} ) على المرجئة وعلى أن الإيمان في هذه الآية يراد به الصلاة نحو( {[4560]} ) بيت المقدس( {[4561]} ) " . وقاله البراء بن عازب( {[4562]} ) ، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم( {[4563]} ) ، وهو قول قتادة والسدي والربيع بن أنس وابن المسيب وزيد بن أسلم/ومالك( {[4564]} ) وغيرهم .