الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِي كُنتَ عَلَيۡهَآ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ} (143)

ثم قال( {[4457]} ) : ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمُ أُمَّةً وَسَطاً ) [ 142 ] . أي : عدلاً .

أي : كما هديناكم أيها المؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاءكم به من الحق وفضلناكم بذلك ، كذلك خصصناكم فجعلناكم أمة عدلاً خياراً . والأمة القرن من الناس( {[4458]} ) .

( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ) [ 142 ] .

أي : تشهدون/للأنبياء الذين( {[4459]} ) أخبر الله بخبرهم محمداً صلى الله عليه وسلم . فهو( {[4460]} ) عام معناه الخصوص ، إذ لم يطلع( {[4461]} ) الله عز وجل نبيه( {[4462]} ) صلى الله عليه وسلم على [ جميع النبيين وأخبارهم( {[4463]} ) ] بدلالة قوله : ( مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ )( {[4464]} ) . فإنما تشهد أمة محمد صلى الله عليه وسلم على الأمم الذين أخبر الله نبيه( {[4465]} ) بهم( {[4466]} ) وبكفرهم وجحودهم دون من لم يطلع( {[4467]} ) الله نبيه( {[4468]} ) على خبرهم من أمم الأنبياء صلوات الله عليهم الذين لم يطلع الله نبيه( {[4469]} ) عنهم ، ولا أخبره بهم . فأمة محمد صلى الله عليه وسلم تشهد للأنبياء( {[4470]} ) الذين أخبر الله بهم النبي صلى الله عليه وسلم على أممها أنها قد بلَّغت ما أرسلت به إلى الأمم( {[4471]} ) .

( وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) [ 142 ] .

بإيمانكم وبما جاءكم من عند الله .

وقيل : " عليكم " بمعنى " لكم " مثل قوله : ( وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ )( {[4472]} ) أي : للنصب( {[4473]} ) .

وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم( {[4474]} ) قال : " يُدْعَى بِنُوحٍ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيُقَالُ( {[4475]} ) لَهُ : هَلْ( {[4476]} ) بَلَّغْتَ مَا أُرْسِلْتَ بِهِ ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ . فَيُقَالُ لِقَوْمِهِ : هَلْ بَلَّغَكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ . فَيُقَالُ لَهُ : مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ ؟ فَيَقولُ( {[4477]} ) : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ ، فَهُوَ قَوْلُهُ : ( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ )( {[4478]} ) .

وفي حديث آخر رواه أبو هريرة : " فَيقولُ قَوْمُ نُوحٍ صلى الله عليه وسلم : كَيْفَ يَشْهَدُونَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَوَّلُ الأُمَمِ وَهُمْ آخِرُ الأُمَمِ ؟ فَيقولونَ : نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولاً وَأَنْزَلَ عَلَيْنَا كِتَاباً وَكَانَ فِيمَا أَنْزَلَ عَلَيْنَا خَبَرَكُمْ( {[4479]} ) " .

وهذا المعنى أيضاًروي عن زيد بن أسلم( {[4480]} ) .

وروي أن أمة محمد [ عليه السلام( {[4481]} ) ] تقول لهم : " كان فيما أنزل علينا : ( كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ/المُرْسَلِينَ ) إلى قوله : ( الْعَالَمِينَ )( {[4482]} ) ، فكذلك نشهد( {[4483]} ) أنكم كذبتم الرسل . فتشهد للرسل أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالتبليغ .

وروي عن النبي [ عليه السلام ]( {[4484]} ) أنه قال : " إِذَا جَمَعَ اللهُ عِبَادَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ، كَانَ أَوّلُ مَنْ يُدْعَى إِسْرَافِيلُ ، فَيَقُولُ لَهُ : مَا فَعَلْتَ فِي عَهْدِي ؟ ، هَلْ بَلَّغْتَ عَهْدِي ؟ فَيَقُولُ : نَعَمْ يَا رَبّ ، قَدْ بَلَّغْتُ جِبْرِيلُ ، فَيُدْعَى/جِبْرِيلُ فَيَقُولُ : قَدْ( {[4485]} ) بَلَّغْتُ الرَّسُلَ . فَتُدْعَى الرُّسُلُ ، فَيَقُولُونَ : قَدْ بَلَّغْنَا الأُمَمَ ، فَتُدْعَى الأُمَمُ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يُكَذِّبُ الرُّسُلَ ، فَيَشْهَدُ لِلرُّسُلِ أمَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم/بِالتَّبْلِيغِ( {[4486]} ) " .

وروى أشهب عن مالك أنه قال : " ينبغي للناس أن يأمروا بطاعة الله عز وجل فإن عُصِيَ كان شهيداً على من عصاه " .

قال الله عز وجل : ( لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) [ 142 ] .

وروى أبو عامر " أن( {[4487]} ) أول مَنْ يسأل يوم القيامة من الرسل( {[4488]} ) عن البلاغ نوح( {[4489]} ) صلى الله عليه وسلم فيقال له : هل بلغت قومك الرسالة ؟ فيقول : نعم . فيقال لقومه : هل بلّغكم نوح الرسالة ؟ فيجحدون ؛ فيقولون : لم يبلغنا الرسالة . فيتنحى نوح من بين يدي الله عز وجل فيكون( {[4490]} ) بفناء العرش كئيباً حزيناً ، وأمة محمد صلى الله عليه وسلم( {[4491]} ) غرّ( {[4492]} ) محجلون من أثر الوضوء ، فيأتون نوحاً عليه السلام فيقولون : مالك يا شيخ ، من أنت ؟ فيقول : أنا نوح . فيقولون : مالَكَ كئيباً حزيناً ؟ فيقول : كذبني قومي ، فيقولون له( {[4493]} ) : ارجع إلى ربك فنحن نشهد لك بأنك قد بلّغت الرسالة ، فيقول لهم : ومن أنتم ؟ فيقولون : نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم . فيقول( {[4494]} ) : كيف تشهدون لي وأنتم آخر الأمم ؟ فيقولون : إن نبيّنا أتانا بذلك فيقرأون( {[4495]} ) عليه : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً اِلَى قَوْمِهِ ) [ نوح : 1 ] إلى آخرها ، فيرجع نوح إلى الله ، فيقول : رب ، إن أمة محمد يشهدون لي بالبلاغ . ثم يسأل نبياً( {[4496]} ) نبياً فتجحده( {[4497]} ) أمته فتشهد له أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالبلاغ ، فإاذا سئل محمد عن البلاغ شهدوا بأن محمداً قد بلّغ الرسالة " .

ثم قال : ( وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ التِي( {[4498]} ) كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَّتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ( {[4499]} ) يَّنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ) [ 142 ] .

قال ابن عباس : " إلا ليتميز( {[4500]} ) أهل اليقين من أهل الشك والريبة( {[4501]} ) " والتقدير : وما جعلنا صرفك( {[4502]} ) عن بيت المقدس إلى الكعبة إلاّ لنعلم علم عيان تجب عليه المجازاة ، من يتّبع الرسول على قبلته ممن يرجع عن إيمانه فيخالف الرسول .

وقيل : المعنى : إلا لنُعْلِم/رسولي وأوليائي ذلك( {[4503]} ) .

ومن شأن العرب إضافة ما فعله أتباع الرئيس وحزبه إليه ، يقولون : " جبى( {[4504]} ) الأمير الخراج( {[4505]} ) وهزم( {[4506]} ) العدو ، وإنما فعله حزبه وأنصاره( {[4507]} ) .

ومثله في المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل : " مَرِضْتُ فَلَمْ يَعُدْنِي عَبْدِي وَاسْتَقْرَضْتُهُ( {[4508]} ) فَلَمْ يُقْرِضْنِي( {[4509]} ) " يريد به عباده .

وقيل : " علم " هنا بمعنى " رأى " ، فالمعنى : إلا لنرى من يتبع( {[4510]} ) .

وقيل : إنهم خوطبوا على ما كانوا( {[4511]} ) يسرون ؛ كان اليهود والمنافقون والكفار( {[4512]} ) ينكرون أن يعلم الله عز وجل الشيء قبل كونه ، فيكون المعنى/ : إلا لنبين لكم أنّا نعلم الأشياء قبل كونها( {[4513]} ) .

وقيل : إنما قال : " لنعلم " على طريق الرفق بعباده ، واستمالتهم إلى الطاعة( {[4514]} ) كما قال : ( وَإِنَّا أَو ايَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى ) [ سبأ : 24 ] . وقد علم أن محمداً صلى الله عليه وسلم على هدى/ ، وأن الكفار( {[4515]} ) على ضلال( {[4516]} ) .

فالمعنى : إلا لتعلموا أنتم إذ أنتم جهال به ، فأضاف( {[4517]} ) الفعل إلى نفسه ، والمراد خلافه( {[4518]} ) رفقاً به .

وقال الضحاك : " قالت اليهود للنبي [ عليه السلام( {[4519]} ) ] : إن كنت نبياً كما تزعم ، فإن الأنبياء والرسل كانت قبلتهم نحو بيت المقدس ، فإن صلّيت إلى بيت المقدس ، اتبعناك ، فابتلاهم الله( {[4520]} ) بذلك . وأمره( {[4521]} ) أن يصلي إلى بيت المقدس فصلى إليه سبعة عشر شهراً ، فلم يتّبعوه( {[4522]} ) ، ثم صرفه الله عز وجل إلى البيت الحرام فذلك قوله : ( وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ التِي كُنْتَ عَلَيْهَا ) يعني بيت المقدس . ( إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ يَّتَّبِعُ الرَّسُولَ ) : إلى أي ناحية شاء . ( مِّمَّنْ يَّنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ) : أي : لنعلم من يؤمن بالرسول من اليهود ومن لا يؤمن .

وقيل : المعنى : وما جعلنا القبلة التي أنت عليها الآن ، وهي الكعبة ، إلا لنعلم من يتبع الرسول عليها . فكُنْتَ " بمعنى " أنت " ، مثل ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ )( {[4523]} ) أي : أنتم خير أمة( {[4524]} ) . فروي أنه لما استقبل الكعبة أظهر المنافقون نفاقهم [ و( {[4525]} ) ] قالوا : ما بال محمد يحوّلنا مرة( {[4526]} ) إلى ها هنا ومرة إلى ها هنا ، وقال المسلمون في أنفسهم وفيمن مضى من إخوانهم المسلمين : بَطَل أعمالنا وأعمالهم ، /فأنزل الله تعالى ذكره : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ ليُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) أي : صلاتكم نحو بيت المقدس . وقالت اليهود : ( مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا ) ، وكذلك قال المنافقون ، فأنزل الله عز وجل ( قُل لِلّهِ( {[4527]} ) المَشْرِقُ وَالمَغْرِبُ ) الآية( {[4528]} ) .

وقيل : إن اليهود قالت للنبي [ عليه السلام : إن كنت في القبلة( {[4529]} ) ] على هدى ، فقد حوّلت عنه ، وإن كنت على ضلالة ، فقد مات أصحابك على ذلك . فأنزل الله عز وجل : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) أي : صلاة( {[4530]} ) من مات منكم وهو يصلي إلى بيت المقدس . وقال المشركون من أهل مكة ؛ تحيّر محمد في دينه . فكان ذلك فتنة للناس واختباراً وتمحيصاً للمؤمنين .

قال قتادة : " صلّت الأنصار حولين نحو بيت المقدس قبل هجرة النبي عليه السلام ، ثم هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فصلّى نحوها ستة عشر شهراً . ثم وجّهه الله/نحو الكعبة ، فقال قائلون( {[4531]} ) من الناس : ( مَا وَلَّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا ) ، وقالوا : لقد( {[4532]} ) اشتاق الرجل إلى مولده . فابتلى الله عز وجل عباده بما شاء من أمره فأنزل( {[4533]} ) الله تعالى في اليهود والمنافقين/ : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ التِي كَانُوا عَلَيْهَا ) إلى قوله : ( مُّسْتَقِيمٍ ) ، وأنزل في المؤمنين : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ( {[4534]} ) لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) إلى ( رَّحِيمٌ( {[4535]} ) ) .

قال ابن جريج : " بلغني أن ناساً ممن أسلم رجعوا عن الإسلام حين استقبل النبي( {[4536]} ) الكعبة ، وقالوا مرة ها هنا ومرة( {[4537]} ) ها هنا . فأظهر الله لخلقه من يرتد فينافق ويخالف الرسول في القبلة ممن اتبعه وآمن بما جاء به( {[4538]} ) " .

ثم قال تعالى : ( وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً اِلاَّ عَلَى الذِينَ هَدَى اللَّهُ )[ 142 ] أي وإن كانت التولية لكبيرة( {[4539]} ) .

وقيل : المعنى : وإن كانت القبلة لكبيرة : وإن كانت التحويلة لكبيرة( {[4540]} ) .

وقيل( {[4541]} ) : المعنى : وإن كانت الصلاة إلى بيت المقدس لكبيرة ، أي لعظيمة في صدور الناس حين قالوا : ما لهم( {[4542]} ) صلّوا إلى( {[4543]} ) ها هنا ستة عشر/شهراً ثم انحرفوا ، فعظم على قوم ذلك حتى نافقوا وارتدوا وحتى أظهر( {[4544]} ) أهل النفاق نفاقهم .

وقوله : ( اِلاَّ عَلَى الذِينَ هَدَى اللَّهُ ) [ 142 ] .

أي الذين وفق الله إلى الحق ، فإنهم ثبتوا على إيمانهم ، وقبلوا ما جاءهم( {[4545]} ) به الرسول صلى الله عليه وسلم .

وقوله : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) [ 142 ] .

قال ابن عباس : " لما توجّه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة قالوا : كيف بمن( {[4546]} ) مات من إخواننا قبل( {[4547]} ) ذلك وهم يصلون نحو بيت المقدس ؛ فأنزل الله عز وجل ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ( {[4548]} ) ) . وهذا معنى( {[4549]} ) قول قتادة وغيره( {[4550]} ) .

وإنما أتى الجواب على الخطاب لهم دون الأموات ، لأن الأموات غُيَّبٌ والسائلون عن ذلك مخاطبون . والعرب تغلب المخاطب على الغائب ، فلذلك قال : ( لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) . ولم يقل إيمانهم( {[4551]} ) .

وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك أنه قال في قول الله عز وجل : ( وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمُ ) : " هي الصلاة إلى بيت المقدس قبل أن تصرف القبلة إلى الكعبة( {[4552]} ) " .

ثم قال : ( إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ) [ 142 ] .

أي : ( {[4553]} ) إن الله بجميع عباده لذو رأفة ورحمة ، فكيف يضيع أعمالهم التي عملوها( {[4554]} ) فلا( {[4555]} ) يثيبهم عليها وكيف( {[4556]} ) يؤاخذهم على ما لم( {[4557]} ) يفترض عليهم .

والرأفة أعلى معاني الرحمة ، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ولبعضهم في الآخرة . وتسمية الله [ جل ذكره الصلاة إيماناً في هذه الآية( {[4558]} ) ] ردّ على المرجئة الذين يقولون إن الصلاة ليست من الإيمان .

وقال أشهب : " وإني لأذكر بهذه الآية الرد( {[4559]} ) على المرجئة وعلى أن الإيمان في هذه الآية يراد به الصلاة نحو( {[4560]} ) بيت المقدس( {[4561]} ) " . وقاله البراء بن عازب( {[4562]} ) ، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم( {[4563]} ) ، وهو قول قتادة والسدي والربيع بن أنس وابن المسيب وزيد بن أسلم/ومالك( {[4564]} ) وغيرهم .


[4457]:- في ح، ق: قال تعالى.
[4458]:- انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 3/141، والمحرر الوجيز 2/3.
[4459]:- في ع1: الدين. وهو تصحيف.
[4460]:- في ع3: فهم..وهو خطأ.
[4461]:- في ع2: يفعل؛ وهو تحريف.
[4462]:- في ع2: بنبيه. وهو خطأ.
[4463]:- في ع3: جمع النبيئين وأخبرهم.
[4464]:- غافر آية 77.
[4465]:- في ع1، ق: بنبيه.
[4466]:- سقط من ع3.
[4467]:- في ع2: يطع. وهو تحريف.
[4468]:- في ح: نبيه صلى الله عليه وسلم.
[4469]:- في ق: بنبيه.
[4470]:- في ق: الأنبياء.
[4471]:- انظر: هذا التوجيه في تفسير الثوري 50-51، ومعاني الفراء 1/83.
[4472]:- المائدة آية 4.
[4473]:- انظر: تفسير القرطبي 2/156.
[4474]:- في ح: عليه السلام.
[4475]:- في ق: فيقول.
[4476]:- في ع3: قد. وهو تحريف.
[4477]:- في ق: فيقولون. وهو خطأ.
[4478]:- انظر: صحيح البخاري 5/151، و8/156، وسنن الترمذي 5/207.
[4479]:- انظر: جامع البيان 3/151.
[4480]:- انظر: المصدر السابق.
[4481]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[4482]:- الشعراء: 105-109.
[4483]:- في ع2، ق: تشهد. وهو تصحيف.
[4484]:- في ع2، ع3: صلى الله عليه وسلم.
[4485]:- في ع2، ع3: هل. وهو خطأ.
[4486]:- انظر: جامع البيان 3/151، وتفسير ابن كثير 1/190، والدر المنثور 1/351-352.
[4487]:- في ح: أنه.
[4488]:- قوله: "من الرسل" ساقط من ع2، ع3.
[4489]:- سقط من ق.
[4490]:- في ق: فيكونون. وهو خطأ.
[4491]:- سقط من ح.
[4492]:- في ع3: غير. وهو تحريف.
[4493]:- سقط من ع2، ع3.
[4494]:- في ع2: فقال. وفي ق: فيقولون. وهو تحريف.
[4495]:- في ح: فيقرون.
[4496]:- سقط من ع3.
[4497]:- في ع1، ق: فيجحده. وفي ع2، ع3: ليجحده.
[4498]:- سقط من ق.
[4499]:- في ع3: من. وهو خطأ.
[4500]:- في ع3: لتمييز.
[4501]:- انظر: جامع البيان 3/160، وتفسير القرطبي 2/156، والدر المنثور 1/353.
[4502]:- سقط من ق.
[4503]:- سقط من ع2، ع3. وانظر: هذا القول في جامع البيان 3/158.
[4504]:- في ع3: حتى. وهو تصحيف.
[4505]:- سقط من ع2، ع3.
[4506]:- في ع3: همز. وهو تحريف.
[4507]:- انظر: هذا التوجيه في جامع البيان 3/159.
[4508]:- في ع2، ع3: واستقرضت.
[4509]:- رواه مسلم. انظر: صحيحه 4/1990.
[4510]:- في ع3: يتبعك. وقد نسب القرطبي في تفسيره: 2/156 هذا القول إلى علي بن أبي طالب.
[4511]:- في ع2: كان.
[4512]:- في ع3: الكافر.
[4513]:- انظر: جامع البيان 3/161-162، وتفسير القرطبي 2/156.
[4514]:- في ع3: طاعة الله.
[4515]:- في ع3: الكافر.
[4516]:- انظر: جامع البيان 3/162.
[4517]:- في ع2، ع3: وأضاف.
[4518]:- في ع1، ح، ق: خلقه.
[4519]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم.
[4520]:- سقط لفظ الجلالة "الله" من ع3.
[4521]:- في ع2، ع3: فأمره. وفي ق: وأمره الله.
[4522]:- في ع3: يتبعوه أحد. وهو خطأ.
[4523]:- آل عمران آية 110.
[4524]:- تفسير القرطبي 2/156. وقوله: "وقيل المعنى...أمة" ساقط من ع3.
[4525]:- تكملة موضحة من ح، وهي ساقطة من سائر النسخ.
[4526]:- سقط من ق.
[4527]:- في ع3: ولله. وهو خطأ.
[4528]:- انظر: جامع البيان 3/156-157.
[4529]:- في ع3: صلى الله عليه وسلم إن كنت في قبلة.
[4530]:- في ع3: صلاتكم.
[4531]:- في ع2: قائل.
[4532]:- في ع2، ق: قد.
[4533]:- قوله: "وقال المشركون...أمره فأنزل" ساقط من ع3.
[4534]:- سقط لفظ الجلالة "الله" من ع2.
[4535]:- انظر: كتاب الناسخ 32، وجامع البيان 3/157، والدر المنثور 1/347، وقوله: "الله تعالى...رحيم" ساقط من ع3.
[4536]:- في ع3: النبي صلى الله عليه وسلم.
[4537]:- سقط من ع3.
[4538]:- انظر: جامع البيان 3/158، والدر المنثور 1/353.
[4539]:- انظر: هذا التوجيه في مشكل الإعراب 1/113، والبيان 1/127، والإملاء 1/67.
[4540]:- انظر: معاني الأخفش 1/151، والإملاء 1/67، وتفسير القرطبي 2/157 وقوله: "وإن كانت التحويلة لكبيرة" ساقط من ع2، ع3.
[4541]:- في ق: قال.
[4542]:- في ق: ولاهم. وهو تحريف.
[4543]:- سقط من ق، ع3.
[4544]:- في ع3: أظهروا.
[4545]:- في ع3: جاءكم. وهو تحريف.
[4546]:- في ع2: من.
[4547]:- في ق: قيل. وهو تصحيف.
[4548]:- انظر: جامع البيان 3/167-168، وأسباب النزول 45-46، وتفسير القرطبي 2/157، والدر المنثور 1/353.
[4549]:- في ق: المعنى.
[4550]:- انظر: صحيح البخاري 5/151، وسنن الترمذي 5/208، وأسباب النزول 46، ولباب النقول 29. وقوله: "وقوله: وما كان الله...وغيره" ساقط من ع3.
[4551]:- انظر: هذا التوجيه في معاني الفراء 1/83-84، وجامع البيان 3/170. وقوله: "وإنما أتى الجواب...إيمانهم" ساقط من ع3.
[4552]:- انظر: سنن ابن ماجه 1/322-323، وأحكام ابن العربي 1/41، وتفسير القرطبي 2/158.
[4553]:- سقط من ق.
[4554]:- في ع3: عملهم. وهو تحريف.
[4555]:- في ع3: ولا.
[4556]:- في ق: فكيف.
[4557]:- سقط من ع2، ق.
[4558]:- في ق: عز وجل ذكره الصلاة إيماناً في هذه الآيات.
[4559]:- في ع1، ع2، ق، ع3: فرد.
[4560]:- في ع3: إلى.
[4561]:- انظر: أحكام ابن العربي 1/41.
[4562]:- ابن الحارث بن عدي، الأوسي، صحابي مشهور، نزل الكوفة مناقبه كثيرة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه وغيرهما. وروى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو إسحاق. (ت72هـ). انظر: طبقات ابن خياط 80، والإصابة 1/142-143 ط. بيروت وتقريب التهذيب 1/94، والخلاصة 1/120.
[4563]:- [متفق عليه، أخرجه البخاري برقم 4486 في كتاب التفسير، ومسلم برقم 525 في كتاب المساجد]. المدقق.
[4564]:- في ع3: مالك رضي الله عنهم أجمعين. وانظر: قوله في تفسير القرطبي 2/158.