{ ينظرون } ينتظرون . { الغمام } السحاب .
{ هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله } ما ينتظرون إلا أن يجيئهم المولى سبحانه فالاستفهام ب{ هل } هنا قد يراد بها النفي { ينظرون } بمعنى ينتظرون وقيل : المأتي به محذوف . والمعنى إلا أن يأتيهم الله ببأسه أو بنقمته وفائدة الحذف كونه أبلغ في الوعيد لانقسام خواطرهم وذهاب فكرتهم في كل وجه ؛ اليهود كانوا على اعتقاد التشبيه ويجوزون المجيء والذهاب على الله تعالى ويقولون إنه تعالى تجلى لموسى عليه السلام على الطور في ضلل الغمام فطلبوا مثل ذلك في زمن محمد صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يكون الكلام حكاية عن معتقد اليهود ولا يبقى إشكال فإن الآية لا تدل إلا على أن قوما ينتظرون إتيان الله وليس فيها دلالة على أنهم محقون في ذلك الانتظار أم مبطلون -{[655]} . ومما أورد صاحب الجامع{[656]} لأحكام القرآن : { هل ينظرون } يعني التاركين للدخول في السلم و{ هل } يراد بها هنا الجحد . . وقال الزجاج : التقدير في ظلل من الغمام ومن الملائكة وكما أنه سبحانه أحدث فعلا سماه نزولا واستواء كذلك يحدث فعلا يسميه إتيانا ، وأفعاله بلا آلة ولا علة سبحانه ؛ . . . ولا يجوز أن يحمل هذا وما أشبهه مما جاء في القرآن والخبر على وجه الانتقال والحركة والزوال لأن ذلك من صفات الأجرام والأجسام ، تعالى الكبير المتعال ذو الجلال والإكرام عن مماثلة الأجسام علوا كبيرا ، والغمام السحاب الرقيق الأبيض سمي بذلك لأنه يغم أي يستر .
{ وقضي الأمر } . . . وقع الجزاء وعذب أهل العصيان . . { وإلى الله ترجع الأمور } والأمور كلها راجعة إلى الله قبل وبعد وإنما نبه بذكر ذلك يوم القيامة على زوال ما كان منها إلى الملوك في الدنيا . 1ه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.