النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ} (2)

{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا } يعني زلزلة الساعة .

{ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } وفيه أربعة أوجه :

أحدها : تسلو كل مرضعة عن ولدها ، قاله الأخفش .

والثاني : تشتغل عنه ، قاله قطرب ، ومنه قول{[2001]} عبد الله بن رواحة :

ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله

والثالث : تلهو عنه ، قاله الكلبي ، ومنه قول امرئ القيس :

أذاهِلٌ أنت عن سَلْماك لا برحت *** أم لست ناسيها ما حنّت النيبُ

والرابع : تنساه ، قاله اليزيدي ، قال الشاعر :

تطاولت الأيام حتى نسيتها *** كأنك عن يوم القيامة ذاهل

{ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } قال الحسن : تذهل الأم عن ولدها لغير فطام ، وتلقي الحامل ما في بطنها لغير تمام .

{ وَتَرَى النَّاس سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى } قال ابن جريج : هم سكارى من الخوف ، وما هم بسكارى من الشراب .


[2001]:هذا من رجز ارتجزه وهو يقود ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة في عمرة القضاء. انظر سيرة ابن هشام