تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ} (2)

{ يوم ترونها } ، قيل : الزلزلة ، وقيل : الساعة { تذهل كل مرضعةٍ } أي تشتغل عن ابن عباس ، وقيل : تلهو حتى تذهلها الزلزلة ، والمرضعة التي هي في حال الإِرضاع ملقمة ثديها الصبي ، المرضع التي شأنها أن ترضع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة { عما أرضعت } عن إرضاعها أو هو الذي أرضعته وهو الطفل ، وعن الحسن : تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام { وتضع كل ذات حمل حملها } فتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام ، قال الحاكم : هذا مثل لو كان مرضعة وحامل لكان حالهم هذا من هول ذلك اليوم ، وأما ما حمله على أنه يكون في الدنيا فيصح حمله على الحقيقة { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } على الحقيقة ولكن ما رهقهم من خوف عذاب الله هو الذي أذهب عقولهم ، وتراهم سكارى من الخوف وما هم بسكارى من الشراب ، وقيل : وترى أيها السامع الناس سكارى من الفزع وما هم بسكارى من شرب الخمر { ولكن عذاب الله شديد } إذا عاينوه تحيّروا وزالت عقولهم .