جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ} (2)

{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا } الزلزلة ، ونصب يوم بقوله : { تَذْهَلُ } الذهول الذهاب عن الأمر مع دهشة ، { كُلُّ مُرْضِعَةٍ } : في حال إرضاعها ، { عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } : لشدة ذلك اليوم والذهول ، والوضع لبيان واقع إن كان المراد حين النفخة الأولى ، وإلا فتصوير لهولها ، { وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى } : كأنهم سكارى ، { وَمَا هُم بِسُكَارَى } : في الواقع ، أو كأنهم سكارى من الخمر ، وما هم بسكارى منه ، { وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ{[3326]} } فأدهش عقولهم أو فهم سكارى من الخوف ،


[3326]:وروي أن الآيتين نزلتا ليلا في غزوة بني المصطلق فقرأهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فلم تر باكيا أكثر من تلك فلما أصبحوا لم يضربوا الخيام وقت النزول، ولم يوقدوا نارا وهم بين حزين وباك ومفكر –رضي الله تعالى عنهم أجمعين-، ولما علم أن الناس قسمان من قوله: {يا أيها الناس اتقوا ربكم} فقسم هم المتقون ذكر قسيمهم فقال {ومن الناس} الآية /12 وجيز.