الآية 2 : فقال : { يوم ترونها تذهل } أي تشغل { تذهل كل مرضعة عما أرضعت } لشدة أهوالها وأفزاعها { وتضع كل ذات حمل حملها } .
هذا على قول من يقول : إن زلزلة الساعة قبل الساعة ؛ تكون على التحقيق ، أي تذهل عما أرضعت ، وتضع حملها لأنها تكون في ذلك الوقت مرضعا وحاملا [ فتذهلها أهوال ذلك اليوم ] {[12882]} وأفزاعها عن ولدها ، وتضع ما في بطنها كقوله : { يوم يفر المرء من أخيه } [ { وأمه وأبيه } { وصاحبته وبنيه } { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } [ عبس : 34 إلى37 ] ] {[12883]} يذكر هؤلاء لأن من أصاب شيء{[12884]} من البلاء في هذه الدنيا يفزع إلى هؤلاء ، فيخبر [ أنه في ] {[12885]} ذلك اليوم يفر بعض من بعض لشدة ذلك اليوم وهوله لشغله بنفسه .
وعلى قول من يقول : إن زلزلة الساعة هي الساعة يخرج قوله : { تذهل كل مرضعة عما أرضعت } الآية على التمثيل ، أي تذهل عما أرضعت أن لو كانت مرضعة ، وتضع حملها أن لو كانت حاملا لشدته وهوله ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { وترى الناس سكارى وما هم بسكارى } أي [ من ]{[12886]} مكن له ، وقوى ، يرى الناس كأنهم سكارى ، وما هم بسكارى ، وإلا لم يجز أن يريهم سكارى ، وليسوا هم بسكارى في الحقيقة ، وإنما قلنا : إنه يري من مكن له ، وقوى ، وإلا لو كانوا كلهم سكارى [ لكان لا يريهم سكارى ] {[12887]} لأن السكران لا يرى من كان في مثل حاله سكران . أو يكون خاطب به رسوله ، ولا يكون فيه ذلك الهول الذي يكون في غيره . أو يكون ذلك على التمثيل ، ليس على التحقيق .
وقول أهل التأويل : يقول لآدم في ذلك : قم فابعث بعث النار ، فيقول : يا رب كم ، فيقول : من كل ألف تسع مئة [ وتسعا ] {[12888]} وتسعين في النار ، وواحدا{[12889]} في الجنة .
ويروون الأخبار في ذلك عن رسول الله . فإن ثبت ما روي عنه في ذلك ، وإلا فالكف{[12890]} عن مثله أولى ، لأنه يحزن حين{[12891]} يؤمر أن يتولى بعث ولده إلى النار من غير أن يستوجب هذه العقوبة .
قال القتبي : تذهل أي تسلو عن ولدها ، وتتركه . وقال أبو عوسجة : تذهل أن تنسى ؛ يقال : ذهل يذهل ذهولا ، وأذهلته أي أنسبته . وقال غيره : أي تشغل . والحمل بالنصب ما في البطن ، والحمل بالخفض ما على الظهر ، والزلزلة الرجفة ؛ يقال : زلزلت أي حركت ، وتزلزلت أي تحركت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.