ثم بين الفرق بين الظالمين والمتقين من وجه آخر قائلاً { أم حسب } قال جار الله : " أم " منقطعة والآية نظيرة ما سلف في " ص " { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين } [ الآية : 28 ] والاجتراح الاكتساب . من قرأ { سواء } بالنصب فمعناه مستوياً والظاهر بعده فاعله ويكون انتصابه على البدل من ثاني مفعولي { نجعل } وهو الكاف . من قرأ بالرفع بخبر { ومحياهم } مبتدأ والجملة بدل أيضاً ؛ لأن الجملة تقع مفعولاً ثانياً . والمعنى إنكار أن يستوي الفريقان حياة وموتاً ، لأن المحسنين عاشوا على الطاعة وإنهم عاشوا على المعصية ، ومات أولئك على البشرى والرحمة ، ومات هؤلاء على الضد . وقيل : معناه إنكار أن يستويا في الممات كما استووا في الحياة من حيث الصحة والرزق ، بل قد يكون الكافر أرجح حالاً من المؤمن . فالفرق المتقضي لسعادة المؤمن وشقاوة الكافر إنما يظهر بعد الوفاة . وقيل : إنه كلام مستأنف ، والمراد أن كلاً من الفريقين يموت على حسب ما عاش عليه لقوله صلى الله عليه وسلم : " كما تعيشون تموتون " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.