غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (21)

1

ثم بين الفرق بين الظالمين والمتقين من وجه آخر قائلاً { أم حسب } قال جار الله : " أم " منقطعة والآية نظيرة ما سلف في " ص " { أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين } [ الآية : 28 ] والاجتراح الاكتساب . من قرأ { سواء } بالنصب فمعناه مستوياً والظاهر بعده فاعله ويكون انتصابه على البدل من ثاني مفعولي { نجعل } وهو الكاف . من قرأ بالرفع بخبر { ومحياهم } مبتدأ والجملة بدل أيضاً ؛ لأن الجملة تقع مفعولاً ثانياً . والمعنى إنكار أن يستوي الفريقان حياة وموتاً ، لأن المحسنين عاشوا على الطاعة وإنهم عاشوا على المعصية ، ومات أولئك على البشرى والرحمة ، ومات هؤلاء على الضد . وقيل : معناه إنكار أن يستويا في الممات كما استووا في الحياة من حيث الصحة والرزق ، بل قد يكون الكافر أرجح حالاً من المؤمن . فالفرق المتقضي لسعادة المؤمن وشقاوة الكافر إنما يظهر بعد الوفاة . وقيل : إنه كلام مستأنف ، والمراد أن كلاً من الفريقين يموت على حسب ما عاش عليه لقوله صلى الله عليه وسلم : " كما تعيشون تموتون " .

/خ37