تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (21)

{ أم حسب الذين اجترحوا } اكتسبوا { السيئات } الشرك . قال محمد : فمعنى { اجترحوا } [ اكتسبوا ] ويقال : فلان جارح أهله ، وجارحه أهله ، أي : [ كاسبهم ]{[1246]} ومنه قيل لذوات الصيد : جوارح .

{ أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات } أي : لا نجعلهم مثلهم ، الذين آمنوا وعملوا الصالحات في الجنة ، والمشركون في النار ، وهذا لقول أحدهم : { ولئن رجعت إلى ربي } كما يقولون : { إن لي عنده للحسنى }[ فصلت :50 ] يعني : الجنة ؛ إن كانت جنة { سواء محياهم ومماتهم } مقرأ مجاهد بالرفع : { سواء } مبتدأ ، المعنى : المؤمن مؤمن في الدنيا والآخرة والكافر كافر ، ومقرأ الحسن بالنصب : { سواء } على معنى : أن يكونوا سواء ، أي : ليسوا سواء{[1247]} { ساء ما } بئسما { يحكمون( 21 ) } أي يجعلهم سواء .


[1246]:ما بين [ ] طمس في الأصل واستدرك من لسان العرب (جرح).
[1247]:قراءة النصب هي قراءة حمزة والكسائي وحفص، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم بالرفع، وكلاهما من قراءات السبع وانظر: النشر(2/372)، وقراءة الجر ذكرها في البحر (8/47) وهي من القراءات السبع أيضا، فهي جائزة لغة لا تلاوة. وانظر: التسهيل للغرناطي ابن جزى (4/70).