{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ } اكتسبوا .
{ السَّيِّئَاتِ } يعني الكفر والمعاصي . { أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَوَآءً } قرأ أهل الكوفة نصباً واختاره أبو عبيدة ، وقال : معناه نجعلهم سواءً ، وقرأ الآخرون بالرفع على الابتداء والخبر ، واختاره أبو حاتم ، وقرأ الأعمش { وَمَمَاتُهُمْ } بنصب التاء على الظرف ، أي في .
{ مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } بئس ما يقضون ، قال المفسرون : معناه المؤمن في الدّنيا والآخرة مؤمن ، والكافر في الدّنيا والآخرة كافر . نزلت هذه الآية في نفر من مشركي مكّة قالوا للمؤمنين : لئن كان ما تقولون حقاً لَنفضلنَّ عليكم في الآخرة ، كما فضلنا عليكم في الدّنيا .
أخبرنا ابن فنجويه ، حدثنا عبيد الله بن محمد بن شنبه ، حدثنا جعفر بن محمّد الفرماني ، حدثنا محمّد بن الحسين البلخي ، حدثنا عبد الله بن المبرك ، أخبرنا شعبة ، عن عمرو بن مرة ، عن أبي الضحي ، عن مسروق ، قال : قال لي رجل من أهل مكّة : هذا مقام أخيك تميم الداري ، لقد رأيته ذات ليلة ، حتّى أصبح أو كاد أن يصبح يقرأ آية من كتاب الله ، ويركع ، ويسجد ، ويبكي { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ } . . . الآية .
أخبرنا أبو عبد الله بن فنجويه ، حدثنا أبو بكر بن مالك القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل ، حدثني أبو هشام زياد بن أيوب ، حدثنا علي بن يزيد ، حدثنا عبد الرحمن بن عجلان ، عن بشير بن أبي طعمة ، قال : بتّ عند الربيع بن خيثم ذات ليلة ، فقام يصلي فمر بهذه الآية { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ } فمكث ليله حتّى اصبح ما يجوز هذه الآية إلى غيرها ، ببكاء شديد ، وقال إبراهيم بن الأشعث : كثيراً ما رأيت الفضيل بن عياض ، يردد من أول الليلة إلى آخرها هذه الآية ونظائرها { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُواْ السَّيِّئَاتِ } ثمّ يقول : يا فضيل ليت شعري من أي الفريقين أنت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.