محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّـَٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ} (21)

{ أم حسب الذين اجترحوا السيئات } أي اكتسبوا سيئات الأعمال { أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون } أي من عدم التفاوت . قال الزمخشري : والمعنى إنكار أن يستوي المسيئون والمحسنون محيا ، وأن يستووا مماتا لافتراق أحوالهم أحياء حيث عاش هؤلاء على القيام بالطاعات ، وأولئك على ركوب المعاصي ، ومماتا حيث مات هؤلاء على البشرى بالرحمة والوصول إلى ثواب الله ورضوانه ، وأولئك على اليأس من رحمة الله والوصول إلى هول ما أعدّ لهم . انتهى .

وزد عليه : حيث عاش هؤلاء على الهدى والعلم بالله وسنن الرشاد وطمأنينة القلب ، وأولئك على الضلال والجهل والعيث بالفساد واضطراب القلب وضيق الصدر ، بعدم معرفة المخرج المشار إليه بآية {[6537]} { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا } .


[6537]:[20/ طه/124].