وقوله سبحانه : { أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات } قيل : إنَّ الآية نزلَتْ بسبب افتخار كان للكُفَّارِ على المؤمنين ، قالوا : لَئِنْ كَانَتْ آخِرَةٌ ، كما تزعمون ، لَنُفَضَّلَنَّ عليكم فيها ، كما فُضِّلْنَا في الدُّنْيَا ، و{ اجترحوا } معناه : اكتسبوا ، وهذه الآية متناولة بلفظها حالَ العُصَاةِ من حال أهل التقوى ، وهي موقف للعارفين يَبْكُونَ عنده . ورُوِيَ عن الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ ، أَنَّهُ كانَ يُرَدِّدُهَا ليلةً حتَّى أَصْبَحَ ، وكذلك عن الفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، وكان يقول لنفسه : لَيْتَ شِعْرِي ! مِنْ أيِّ الفَرِيقَيْنِ أَنْتَ ؟ وقال الثعلبيُّ : كانت هذه الآية تُسَمَّى مَبْكَاةَ العابدين " قال ( ع ) : وأَمَّا لفظها فيعطى أَنَّه اجتراحُ الكُفْرِ ، بدليل معادلته بالإِيمان ، ويحتمل أَنْ تكونَ المعادلة بَيْنَ الاِجتراحِ وَعَمَلِ الصالحات ، ويكونَ الإيمانُ في الفريقَيْنِ ، ولهذا بكى الخائفون رضي اللَّه عنهم .
( ت ) : وروى ابن المبارك في «رقائقه » بسنده ؛ أَن تَمِيماً الدَّارِيَّ رضي اللَّه عنه باتَ ليلةً إلى الصَّبَاحِ ، يَرْكَعُ وَيَسْجُدُ ، وَيُرَدِّدُ هذه الآية : { أَمْ حَسِبَ الذين اجترحوا السيئات } الآية ، ويبكي رضي اللَّه عنه ، انتهى .
وقوله : { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } : ( ما ) مصدريةٌ ، والتقدير : ساء الحُكْمُ حْكْمُهُم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.