{ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثمرات } ، أي : ابني البيوت ثم كلي كل ثمرة تشتهينها ، فإذا أكلتها { فاسلكي سُبُلَ رَبِّكِ } ، فادخلي الطرق التي ألهمك وأفهمك في عمل العسل ، أو إذا أكلت الثمار في المواضع البعيدة من بيوتك فاسلكي إلى بيوتك راجعة سبل ربك لا تضلين فيها . { ذُلُلاً } ، جمع ذلول ، وهي حال من السبل ؛ لأن الله تعالى ذللها وسهلها ، أو من الضمير في { فاسلكي } ، أي : وأنت ذلل منقادة لما أمرت به غير ممتنعة . { يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ } ، يريد العسل ؛ لأنه مما يشرب ، تلقيه من فيها . { مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ } ، منه أبيض وأصفر وأحمر ، من الشباب والكهول والشيب ، أو على ألوان أغذيتها . { فِيهِ شِفَآء لِلنَّاسِ } ؛ لأنه من جملة الأدوية النافعة ، وقل معجون من المعاجين لم يذكر الأطباء فيه العسل . وليس الغرض أنه شفاء لكل مريض كما أن كل دواء كذلك ، وتنكيره لتعظيم الشفاء الذي فيه ؛ أو لأن فيه بعض الشفاء ؛ لأن النكرة في الإثبات تخص ، وشكا رجل استطلاق بطن أخيه فقال عليه السلام : « اسقه عسلاً » فجاءه وقال : زاده شراً ، فقال عليه السلام : « صدق الله وكذب بطن أخيك ، اسقه عسلاً » . فسقاه فصح . وعن ابن مسعود رضي الله عنه : « العسل شفاء من كل داء ، والقرآن شفاء لما في الصدور ، فعليكم بالشفاءين : القرآن والعسل » . ومن بدع الروافض أن المراد بالنحل : عليّ وقومه . وعن بعضهم أن رجلاً قال عند المهدي : إنما النحل بنو هاشم يخرج من بطونهم العلم . فقال له رجل : جعل الله طعامك وشرابك مما يخرج من بطونهم ، فضحك المهدي ، وحدث به المنصور ، فاتخذوه أضحوكة من أضاحيكهم . { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } في عجيب أمرها ، فيعلمون أن الله أودعها علماً بذلك وفطنها ، كما أعطى أولي العقول عقولهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.