سميت به لما فيها من قوله عز وجل{[1]} : { ويسبح الرعد بحمده } الدال على الصفات السلبية والثبوتية ، مع الإخبار عن الأمور الملكوتية ، ومع كون الرعد جامعا للتخويف والترجية ، وهذه من أعظم مقاصد القرآن - قاله المهايمي .
وللسلف رأيان في أنها مكية أو مدينة ، ويقال : إنها مدنية إلا قوله{[2]} : { ولا يزال الذين كفروا . . . } الآية . ويقال : من أولها إلى آخر{[3]} { ولو أن قرآنا } مدني وباقيها مكي . والله أعلم .
[ 1 ] { آلمر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق ولكن أكثر الناس لا يؤمنون 1 } .
قال أبو السعود : { آلمر } اسم للسورة ، ومحله : إما الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، أي : هذه السورة مسماة بهذا الاسم ، وهو أظهر من الرفع على الابتداء ، إذ لم يسبق العلم بالتسمية . وقوله تعالى : { تلك } على الوجه الأول ، مبتدأ مستقل ، وعلى الوجه الثاني ، مبتدأ ثان ، أو بدل من الأول أشير به إليه إيذانا بفخامته . وإما النصب بتقدير فعل يناسب المقام نحو : اقرأ واذكر ، ف { تلك } مبتدأ كما إذا جعل ( آلمر ) مسرودا على نمط التعديد ، والخبر على التقادير ، قوله تعالى : { آيات الكتاب } أي : الكتاب العجيب الكامل الغني عن الوصف به المعروف بذلك من بين الكتب ، الحقيق باختصاص اسم الكتاب به ، فهو عبارة عن جميع القرآن أو عن الجميع المنزل حينئذ . وقوله تعالى : { والذي أنزل إليك من ربك } أي : من الكتاب المذكور بكماله { الحق } أي : الثابت المطابق للواقع في كل ما نطق به ، الحقيق بأن يخص به الحقية لعراقته فيها ، وقصور غيره عن مرتبة الكمال فيها . وفي التعبير عنه بالموصول ، وإسناد الإنزال إليه بصيغة المبني للمفعول ، والتعرض لوصف الربوبية مضافا إلى ضميره عليه السلام ، من الدلالة على فخامة المنزل التابعة لشأن جلالة المنزل وتشريف المنزل إليه ، والإيماء إلى وجه الخبر ما لا يخفى . . ! انتهى ملخصا بزيادة .
في { الذي أنزل } وجهان : أحدهما هو في موضع رفع ، و { الحق } خبره ، أو الخبر { من ربك } و { الحق } خبر محذوف ، أو خبر بعد خبر . وثانيهما محله الجر بالعطف على { الكتاب } عطف العام على الخاص أو إحدى الصفتين على الأخرى ، أو بتقدير زيادة الواو في الصفة ، و { الحق } خبر محذوف ، ومنع كثير من النحاة زيادة الواو في الصفات وآخرون على جوازها لتأكيد اللصوق أي الجمع والاتصال . لأنها كما تجمع المعطوف بالمعطوف عليه ، كذلك تجمع الموصوف بالصفة ، وتفيد أن اتصافه به أمر ثابت ، وقوله تعالى : { ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } أي : بذلك الحق لرفضهم التدبر فيه شقاقا وعنادا . وهذا كقوله تعالى{[5039]} : { وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.