محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُونَ} (61)

/ [ 61/ { وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ( 61 ) } .

{ وهو القاهر فوق عباده } قد مر تفسيره ، وأنه المتصرف في أمورهم لا غيره ، يفعل بهم ما يشاء .

{ ويرسل عليكم حفظة } أي : ملائكة تحفظ أعمالكم وتحصيها ، وهم الكرام الكاتبون{[3490]} ، كقوله : { وإن عليكم لحافظين } وقوله : { وإذ يتلقى المتلقيان }{[3491]} الآية .

لطيفة :

الحكمة في ذلك أن المكلف إذا علم أن أعماله تكتب عليه ، وتعرض على رؤوس الأشهاد ، كان أزجر عن المعاصي . وأن العبد إذا وثق بلطف سيده ، واعتمد على عفوه وستره ، لم يحتشم منه احتشامه من خدمه المطلعين عليه – أفاده القاضي- .

{ حتى إذا جاء أحدكم الموت } أي ؛ أسبابه ومباديه { توفته رسلنا } أي ملائكة موكلون بذلك ، { وهم لا يفرطون } أي : بالتواني والتأخير . وقال ابن كثير : أي : في حفظ روح المتوفى ، بل يحفظونها ويتركونها حيث شاء الله عز وجل ، إن كان من الأبرار ففي عليين ، وإن كان من الفجار في سجن .


[3490]:- يشير إلى قوله تعالى: [82/ الانفطار/ 10 و11] ونصها: {وإن عليكم لحافظين (10) كراما كاتبين (11)}.
[3491]:- [50/ ق/ 17] {... عن اليمين وعن الشمال قعيد (17)}.