ليس كل ما يكون موجب الاستحياء والنفور مما هو باختيار العبد ، فقد يكون من النقائص ما ليس للعبد فيه كسب ، وهو ابتداءً حكمُ الحق ، فمن ذلك ما كتب الله على بنات آدم من تلك الحالة ، ثم أُمِرْنَ باعتزال المُصَلَّى في أوان تلك الحالة ، فالمصلِّى مناجٍ ربَّه ، فَيُحيِّن عن محل المناجاة حكماً من الله لا جُرْماً لهن . وفي هذا إشارة فيقال : إنهن - وإنْ مُنِعْنَ عن الصلاة التي هي حضور بالبدن فلم يحجبن عن استدامة الذكر بالقلب واللسان ، وذلك تعرض بساط القرب ، قال صلى الله عليه وسلم مخبراً عنه تعالى : " أنا جليس من ذكرني " .
قوله جلّ ذكره : { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ } .
يقال يحب التوابين من الذنوب ، والمتطهرين من العيوب .
ويقال التوابين من الزلة ، والمتطهرين من التوهم أن نجاتهم بالتوبة .
ويقال التوّابين من ارتكاب المحظورات ، والمتطهرين من المساكنات والملاحظات .
ويقال التوّابين بماء الاستغفار والمتطهرين بصوب ماء الخجل بنعت الانكسار .
ويقال التوَّابين من الزلة ، والمتطهرين من الغفلة .
ويقال التوَّابين من شهود التوبة ، والمتطهرين من توهم أن شيئاً بالزلة بل الحكم ابتداء من الله تعالى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.