{ 1 - 7 } { بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا }
يقول تعالى مبينا لجهل المعاندين ، واستعجالهم لعذاب الله ، استهزاء وتعنتا وتعجيزا :
{ سَأَلَ سَائِلٌ } أي : دعا داع ، واستفتح مستفتح { بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ } لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم
{ سأل سائل بعذاب واقع } من قرأ سائل بالهمز احتمل معنيين :
أحدهما : أن يكون بمعنى : الدعاء أي : دعا داع بعذاب واقع ، وقد تكون الإشارة إلى قول الكفار أمطر علينا حجارة من السماء وكان الذي قالها النضر بن الحارث .
والآخر : أن يكون بمعنى الاستخبار أي : سأل سائل عن عذاب واقع ، والباء على هذا بمعنى عن وتكون الإشارة إلى قوله : { متى هذا الوعد } وغير ذلك .
وأما من قرأ سال بغير همز فيحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون مخففا من المهموز ، فيكون فيه المعنيان المذكوران .
والثاني : أن يكون من سال السيل إذا جرى ويؤيد ذلك قراءة ابن عباس سال سيل ، وتكون الباء على هذا كقولك ذهبت بزيد ، وإذا كان من السيل احتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون شبه العذاب في شدته وسرعة وقوعه بالسيل .
وثانيهما : أن تكون حقيقة قال زيد بن ثابت : في جهنم واد يقال له : سائل فتلخص من هذا أن في القراءة بالهمز يحتمل معنيين وفي القراءة بغير همز أربعة معان .
هذه السورة مكية ، وآياتها أربع وأربعون . ويقع الحديث عن القيامة وأهوالها وأحداثها في شطر عظيم من السورة . والحديث عن أمر الساعة وأخبارها وويلاتها ونوازلها يحتل من سور القرآن وآياته متسعا كبيرا . وذلك يكشف عن بالغ الأهمية لهذه الحقيقة الكونية العظمى وهي فناء العالم وقيام الناس لرب العالمين .
ويبين الله في السورة حقيقة الإنسان على أنه هلوع ، فهو بذلك جزوع بالشر ، منوع عند الخير . باستثناء المؤمنين الذين يخشون الله فيطيعون أوامره ويلتزمون أحكام دينه . وغير ذلك من ألوان التذكير والتحذير .
{ سأل سائل بعذاب واقع 1 للكافرين ليس له دافع 2 من الله ذي المعارج 3 تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة 4 فاصبر صبرا جميلا 5 إنهم يرونه بعيدا 6 ونراه قريبا 7 يوم تكون السماء كالمهل 8 وتكون الجبال كالعهن 9 ولا يسئل حميم حميما } .
ذكر أن السائل هو النضر بن الحارث إذ قال : { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم } فنزل سؤاله وقتل يوم بدر صبرا هو وعقبة بن أبي معيط ، ولم يقتل صبرا{[4625]} غيرهما وسأل ، بالهمز معناه دعا . فالسؤال ههنا يراد به الدعاء . والمعنى : دعا داع بعذاب . كما تقول : دعا على فلان بالويل أو بالعذاب . والمقصود بالسؤال هنا سؤال الكفار عن عذاب الله وهو واقع بهم لا محالة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.