ثم قال عز وجل : { والذين يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أزواجا } ، أي يموتون ويتركون نساءهم من بعدهم { وَصِيَّةً لاّزْوَاجِهِم } ، أي يوصون لنسائهم . قرأ ابن كثير ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم «وَصِيَّةٌ » بالضم ، يعني عليهم وصية ؛ وقرأ الباقون : بالنصب ، يعني يوصون وصية لأزواجهم . { متاعا } ، أي نفقة وكسوة { إِلَى الحول غَيْرَ إِخْرَاجٍ } ، يقول : لا يخرجن من بيوت أزواجهن . وهذا في أول الشريعة كانت العدة حولاً وهكذا كان في الجاهلية . ألا ترى إلى قول لبيد :
وَهُمُ رَبِيعٌ لِلمُجَاوِرِ فِيهِم . . . وَالمُرْمِلاتِ إِذَا تَطَاوَلَ عَامُهَا
ثم نسخ ما زاد على الأربعة أشهر وعشراً ، ونسخت الوصية للأزواج بقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ " ويقال : نسخ بآية الميراث . ثم قال تعالى : { فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِى أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ } ، يعني من الزينة يحتمل أنه أراد به الخروج بعد مضي السنة ، ويحتمل الخروج في السنة إذا خرجت بعذر في أمر لا بد لها منه . { والله عَزِيزٌ حَكُيمٌ } ؛ وقد ذكرناها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.