بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{۞قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (14)

{ قَالَتِ الأعراب آمَنَّا } قال ابن عباس : نزلت في بني أسد ، قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في قحط أصابهم ، فجاؤوا بأهاليهم ، وذراريهم ، يطلبون الصدقة ، وأظهروا الإسلام ، وقالوا : يا رسول الله نحن أسلمنا طوعاً ، وقدمنا بأهالينا ، فأعطنا من الغنيمة أكثر مما تعطي غيرنا . ويقال : كانت قبيلتان جهينة ، ومزينة ، قدموا بأهاليهم . فنزلت الآية { قَالَتِ الأعراب آمَنَّا } يعني : صدقنا { قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ } يعني : لم تصدقوا في السر ، كما صدقتم في العلانية { ولكن قُولُواْ أَسْلَمْنَا } يعني : دخلنا في الانقياد ، والخضوع . ويقال : استسلمنا مخافة القتل والسبي { وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمان في قُلُوبِكُمْ } يعني : التصديق . ويقال : لم يدخل حب الإيمان في قلوبكم { وَإِن تُطِيعُواْ الله وَرَسُولَهُ } في السر ، كما تطيعونه في العلانية { لاَ يَلِتْكُمْ مّنْ أعمالكم شَيْئاً } يعني : لا ينقصكم من ثواب أعمالكم شيئاً . قرأ أبو عمرو : { لا يألتكم } بالألف والهمز . والباقون : { لاَ يَلْتِكُمْ } بغير ألف ولا همز . ومعناهما واحد يقال : لاته يلته وألته يألته إذا نقص حقه { إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ } لو صدقوا بقلوبهم . ثم بيّن الله عز وجل لهم من المصدق .